آخر تحديث :Thu-06 Nov 2025-07:17AM

جمهورية «من قرح يقرح»

الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 09:35 ص
عبدالرحمن الخضر

بقلم: عبدالرحمن الخضر
- ارشيف الكاتب


منذ الوهلة الأولى لإعلان الجمهورية العربية اليمنية في عام 1962م تقاسمت المشايخ المناصب وتآمروا على قادة الثورة؛ فسرعان ما أُبعد الرئيس عبدالله السلال واستُبدل بشيخ ضعيف تحكمه مجموعة من الشيوخ الأقوى والأكثر نفوذاً. وبرغم إذاعة الكثير من البيانات الجمهورية والأغاني الثورية، وأبرزها «جمهورية من قرح يقرح»، كان يتم نفي ومطاردة الثوار الحقيقيين؛


هرب بعضهم إلى دول عدة، وغالبيتهم واصلوا نشاطهم من الجنوب من عدن، بل وصل بعضهم في الجنوب إلى أعلى هرم السلطة، حيث تربَّى الجنوبيون على الفكر الوحدوي الشامل للأمة العربية أجمع. وهكذا ظل نظام الحكم في الشمال نظاماً أسرياً قبلياً متخلفاً: عفاش يحكم وبن لحمر يحكم، وفي كل مديرية وناحية حاكم قبلي يسجن ويقيد، بعيداً عن كل الشعارات الجمهورية التي يرفعونها. واستمر ذلك الحال إلى عام 1990م حتى يوم 22 مايو 1990م، يوم إعلان الوحدة بين نظامين مختلفين، ثم سرعان ما انقلبت هذه الوحدة عام 1994م، واستمر ذلك الحال ووقع أبغض احتلال عرفه الجنوب. ثم انتقم الله من نظام المشايخ وعفاش بسبب ما فعلوا من جرائم تجاه الجنوب أرضاً وإنساناً، لتعود صنعاء إلى حكم الإمامة العلني دون خجل تحت راية الجمهورية.


هم هكذا والتاريخ يعيد نفسه، والشواهد على الأرض هي جواب لكل من يُكذّب أو لا يزال يحن إلى عهد بائد. الجميع يشاهد كيف يعيش من تربعوا على عرشه حياة البذخ اليوم، وكيف نهبوا ثروات اليمن شمالاً وجنوباً؛ ومن منا لم يشاهد أفراحهم حين تُقام، وكم يصرفون، وكم يمتلكون من عقارات وبنوك ومدن في شتى أرجاء العالم؟ يجيك خايس ويقول كانوا وكانوا، واليوم يتباكون على الوطن والجمهورية ويعيدون نشر ما خدعوا به العالم مثل «جمهورية من قرح يقرح»؛ والحقيقة تقول: «إمامية من قرح يقرح». والله نسأل أن يلطف بالفنان أيوب طارش وينجيه حتى لا يُحاسب على «لِمَن كل هذا القناديل تضوي لِمَن».