آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-12:26ص

وقاحة عابرة للقارات .!!

الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 08:24 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في سابقة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، خرج علينا الرئيس الامريكي دونالد ترامب بتصريح يندى له الجبين، حيث اعتبر استخدام الأسرى دروعًا بشرية ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة فضيعة إنسانية!

وكأنه لم يرَ أبشع صور الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون كأبرياء، والتي تُعد من أبشع الجرائم ضد الإنسانية.


تصريح ترامب، الذي قال فيه: "قرأت للتو تقريرًا يفيد بأن حماس نقلت الرهائن إلى فوق الأرض لاستخدامهم دروعًا بشرية ضد الهجوم الإسرائيلي، وآمل أن يدرك قادة حماس ما سيواجهونه إذا أقدموا على فعل كهذا، هذه فظاعة إنسانية قلما شهدناها من قبل"، يعكس وقاحةً لا مثيل لها، وتجاهلاً مفضوحًا لدماء الأبرياء، واحتقارًا لقيم الإنسانية.


هل يُعقل أن يُطلق على هذا التصريح وصف إنساني؟!

هل ترامي يُعد من بني آدم حقًا؟!

ترامب، الذي يُفترض أن يكون رجل سياسة، يظهر اليوم بمظهر من لا يراعي أدنى مبادئ الإنسانية، ويُحاول تبرير الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، متجاهلاً أن دماء الفلسطينيين، أطفالًا ونساءً وشيوخًا، تُسفك يوميًا على مرأى ومسمع العالم، دون أن يحرك أحد ساكنًا.


هذه الوقاحة العابرة للقارات، التي تتنكر لكل القيم والأخلاق، تؤكد أن بعض النفوس لا تعرف الرحمة، وأن بعض التصريحات لا تخرج إلا من قلوب ميتة، لا ترى إلا مصالحها الضيقة، وتنسى أن الإنسانية أكبر من أن تُختزل في مواقف سياسية أو تصريحات إعلامية.


وفي ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: إلى متى ستظل أصواتُ من يدعون الإنسانية صامتة، أمام هذه الجرائم المستمرة، وأمام هذا الاستهتار بقيم العدالة والكرامة الإنسانية؟

لقد آن الأوان لأن يعي العالم أن الوقاحة ليست لها حدود، وأن الصمت على الظلم جريمة، وأن الإنسانية تتطلب وقفة جادة، لوقف هذا النزيف المستمر، ولحماية الأبرياء من بطش الظالمين، قبل أن يفقد العالم إنسانيته تمامًا.