آخر تحديث :الإثنين-24 نوفمبر 2025-04:01م

الإسلام هو الحياة

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 11:50 ص
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


إنك إن نظرت في معنى الحياة ونظرت فيما جاء به الإسلام فلن تجد فرقا وسترى أن الإسلام ينشد حياة إنسانية عالمية في أرقى مستوياتها وأحسنها وأكملها بينما المذاهب والملل الأخرى تقوضها أو جزءا منها أو تنغصها وتفسدها بما أدخلته على الحياة من أفكار وقوانين ونظم لا تؤدي إلا مصالح أهل القوة والنفوذ ، وفي تلاعب واضح يسمحون لأنفسهم بأن يكونوا فوق القانون إن كانت مصالحهم تقتضي تركه ولا يخجلون بالعودة إلى المطالبة بتنفيذه إذا كان لصالحهم ولسنا بحاجة كبيرة للتعريف بمقدار الانتهاكات التي حصلت بعد الحرب الدائرة في غزة وبعد عامين منها يكفينا أن نقول كيف يُقتَلُ الطفل ثم نطالب بحقوقه وكيف تُقتَلُ المرأة ثم نطالب بحقوقها وكيف تباد الإنسانية ثم نطالب بحقوقها ؟ أليس الأولى أن نحافظ على حياة الطفل والمرأة ونبحث لهما عن الطعام والشراب والدواء والأمن وسائر الحقوق ، هذه مقدمة حتى يتضح لنا الفرق بين حياة دعا لها الإسلام وحياة أدَّعاها من وضع حقوق الإنسان

إن الإسلام في دعوته دعا إلى الحياة فقال تعالى " *يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم* " لقد كان من دعاهم أحياء ولكن ليبين لهم قيمة ما في الإسلام من معنى الحياة الكاملة

والحياة في الإسلام حياة مهتدية يبصر صاحبها الخير والشر ويميز بينهما هي " حياة في النور " قال الله تعالى عنها " *أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس* " والإسلام دعا إلى حياة تطمئن فيها النفوس وتعيش بعيدة عن القلق والحيرة " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " حياة نفس زكية يسكنها الطهر والأخلاص والمحبة لا يعشعش فيها الشيطان ولا تسكنها الأمراض والعلل النفسية القاتلة للنفس المفسدة لراحتها وهدوئها واستقرارها

الإسلام حياة في كل ما شرعه ولن تجد أبلغ من أن يصف الله القصاص الذي هو قتل للنفس المقتص منها بأنه حياة " ولكم في القصاص حياة أولي الألباب " أو حياة الشهداء في سبيله في شريعة الجهاد بقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "

وفي قوله تعالى " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " فالصلاة هنا تنبعث حية تقوم بدور المرشد الناصح لصاحبها وللمجتمع ثم يبين أن ذكر الله من إقامتها المقصود الأعظم والذكر *حياة* يصلك *بالحي* الذي لا يموت

وقد اعتنى الإسلام في الحفاظ على الصحة بشرعية الطهارة والنظافة عن طريق الوضوء والغسل للصلاة وطهارة الثياب والبدن والمكان وإزالة الأوساخ

ثم انظر في مشروعية الجهاد كيف قدَّم عليه الدعوة إلى الإسلام ثم فرض الجزية تفاديا للقتال ثم أمر بتجنب قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعُبَّاد الذي حبسوا أنفسهم في أماكن العباد في دليل على محاولة تقليل القتل وألا يتجاوز الحاجة المقصودة من الجهاد وهو ما تنتهكه الدول ولا تقيم له اليوم وزنا

وفي أحكام الحدود كالزنا والحقوق كالأموال شدَّد على البينات كما هو معلوم في أحكام الفقه حتى لا تزهق نفس ليست مستحِقة ولا يضيع مال على مستحقه وأمر بأداء الزكاة والنفقات الواجبة والصدقات المستحبة التي بها قوام حياة الناس بينما نشاهد العالم اليوم تكدس فيه الأموال بأيدي أرباب الأموال ويموت الملايين جوعا

إنك إن تتبعت معنى الحياة ومعنى الإسلام فسترى أن الإسلام واقف في القمة يدعو ويزرع ويصنع أحسن الحياة وأعظم من يدافع عنها حين يُعتَدى عليها وبالإسلام تكون الحياة سعيدة طيبة تمهد لحياة في الآخرة هي خير وأبقى


قال تعالى " والذين آمنوا وعملوا الصالحات فلأنفسهم يمهدون "


محمد ناصر العاقل