في ظل استمرار تجاهل الجهات الرسمية لمطالب نقابات جامعات عدن، أبين، لحج، وشبوة، لجأت قيادات العمل النقابي الأكاديمي إلى الإعلام كسلطة رابعة قادرة على إيصال صوتهم، حيث كان للصحفي والإعلامي البارز فتحي بن لزرق دور فاعل في تبني قضاياهم وفتح أفق جديد نحو الحل.
وكانت نقابات الجامعات قد أعلنت إضرابًا عامًا شلّ العملية التعليمية في الفصل الدراسي الثاني من العام الأكاديمي الماضي، وذلك احتجاجًا على عدم استجابة الجهات المعنية للمطالب التي رفعت في بيان نقابي شامل، والتي لم تجد آذانًا صاغية من أي مسؤول، بحسب ما أفادت به النقابات.
ومع حلول العام الجامعي الجديد، لا تزال حالة الجمود قائمة، وسط إصرار النقابات على مواصلة الإضراب حتى تحقيق مطالبها المشروعة، وفي تطور لافت، استقبل الصحفي فتحي بن لزرق اليوم بمكتبه وفدًا من قيادات النقابات واستمع باهتمام إلى قائمة المطالب المرفوعة، والتي تضمنت عشر نقاط رئيسية.
وخلال اللقاء، أبدى بن لزرق استعداده الكامل لنقل هذه المطالب للجهات العليا، متعهدًا برفع مطلبين رئيسيين إلى دولة رئيس مجلس الوزراء، وهما:
1. صرف علاوة مالية شهرية قدرها مائة ألف ريال لكافة أعضاء هيئة التدريس والعاملين المنتظمين في الجامعات.
2. وضع خارطة طريق لحل مشكلة المعينين اكاديميا، بما يضمن تحسين أوضاعهم الوظيفية.
في المقابل، تم الاتفاق على جدولة بقية المطالب الثمانية ضمن إطار زمني محدد، على أن يتم تعليق الإضراب مؤقتًا عقب إصدار بيان نقابي رسمي، يتم فيه الإعلان عن بدء العام الأكاديمي واستئناف العملية التعليمية.
وقد عبر منتسبو الجامعات عن شكرهم العميق للصحفي فتحي بن لزرق على مبادرته الصادقة، التي وصفوها بـ"الفرصة الأخيرة" لإنقاذ التعليم الجامعي من حالة الشلل الكامل، وأكدوا أن بن لزرق أثبت من جديد دور الصحافة كسلطة رابعة، لا تكتفي بنقل الأخبار بل تساهم في صناعة الحلول.
واختتمت النقابات بيانها بدعوة الجهات المعنية إلى التعامل الجاد مع هذه المبادرة، والتجاوب مع المطالب المطروحة، بما يحقق الاستقرار للعملية التعليمية ويحفظ كرامة ومكانة أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الحكومية.
د. غسان ناصر عبادي