آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-12:26ص

دوافع اسبانيا في الوقوف بقوة مع القضية الفلسطينية

الثلاثاء - 09 سبتمبر 2025 - الساعة 11:28 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


يتسائل الكثيرون عن الاسباب والدوافع التي جعلت اسبانيا تقف بقوة مع القضية الفلسطينية وتقف مواقف متشددة وتتخذ قرارات جريئة ضد اسرائيل ومنها : وقف تصدير الاسلحة لإسرائيل بقرار رسمي والاعتراف بفلسطين دولة مستقلة ووصف مايجري في غزة بالابادة الجماعية ، ناهيك عن المظاهرات الضخمة وحركة الجامعات والنقابات والاعلام المناهض لاسرائيل.

البعض يرى ان هده المواقف الإسبانية المتشددة ضد إسرائيل في سياق الحرب على غزة تحركها دوافع تاريخية استدعتها من زمن الاندلس

لكنني لا اتفق مع هدا الراي على وجاهته بل ارى ان مزيج من عوامل متشابكة هي السبب في موقف اسبانيا ، فالحكومة اليسارية الحالية بقيادة *بيدرو سانشيز* تتبنى خطابًا حقوقيًا وإنسانيًا واضحًا، وقد وصفت الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها "إبادة جماعية" بالاضافة الى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة مثل *حظر بيع الأسلحة لإسرائيل* ، ومنع السفن التي تحمل وقودًا للجيش الإسرائيلي من استخدام موانئها، وفرض قيود على دخول الإسرائيليين المتورطين في الحرب.

كما اعترفت اسبانيا رسميًا بدولة فلسطين في مايو 2024، وهو ما أثار غضب إسرائيل.

صحيح أن *إسبانيا كانت تحت الحكم الإسلامي لقرون خلال فترة الأندلس* لكن لا توجد دلائل مباشرة على أن هذا التاريخ هو المحرك الأساسي للمواقف السياسية الحالية.


ومع ذلك، فهناك *وعي تاريخي قوي في المجتمع الإسباني* حول قضايا الاستعمار والاحتلال كخلفية تاريخية وثقافية ، قد يكون لذلك تأثير غير مباشر في التعاطف مع القضية الفلسطينية.

المجتمع الإسباني يُظهر تعاطفًا واسعًا مع الفلسطينيين ، وتُسجّل مظاهرات ضخمة مؤيدة لغزة، حتى أن بعضها عطّل فعاليات وطنية مثل سباق الدراجات.

الإعلام الإسباني والجامعات والنقابات يميلون إلى انتقاد السياسات الإسرائيلية ، مما يعزز الضغط الشعبي على الحكومة.


ولا يعد ذلك "كراهية لإسرائيل"

بل يجب التمييز بين انتقاد سياسات حكومة إسرائيل وبين معاداة السامية أو الكراهية للشعب اليهودي ، فإسبانيا رفضت الاتهامات الإسرائيلية بأنها معادية للسامية، وأكدت أن موقفها نابع من الدفاع عن حقوق الإنسان.