في يومٍ عادي كنت أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كعادتي أتابع الأخبار والمنشورات أقرأ التعليقات وأمرّ على الصور دون أن أتوقع أن هذا اليوم سيحمل لي مفاجأة غير مألوفة فجأة ظهر لي رقم جديد على هاتفي عبر مكالمة الاتصال لا يحمل اسمًا ولا ملامح مألوفة فتحت الاتصال وإذا بصاحب الرقم يسألني
أنت عادل عياش رديت عليه بكل بساطة نعم اتفضل من معي
لكن الرد الذي جاءني بعدها أربكني تمامًا قال لي لم تعرفني
استغربت من كلامه وقلت له
طبعًا لا لأن الرقم جديد وما عندي فكرة من تكون
وهنا جاءت المفاجأة التي لم أتوقعها إطلاقًا
قال لي معك العميد علي صالح الهشمي انصدمت لم أصدق ما قرأت وظننت للحظة أنه يمزح أو أن هناك خطأ ما
قلت له ماذا تقول هل تمزح معي
لأن العميد كما يعرفه الجميع انقطع عن التواصل الاجتماعي منذ أكثر من خمس سنوات لا منشورات لا اتصالات لا ظهور وكأن الأرض ابتلعته
لكن اليوم ظهر فجأة وكأن الزمن قرر أن يعيد لنا شخصًا غاليًا في لحظة غير متوقعة
بدأ يشرح لي ما حدث له خلال تلك السنوات وكانت التفاصيل مؤلمة غريبة وغير متوقعة لم يكن أحد يتخيل أن العميد مرّ بكل تلك الظروف وكل ذلك الصمت كان يخفي وراءه قصة طويلة من المعاناة والانقطاع ولم يسعني للذكرها
عالعموم رغم الصدمة استقبلته بكلمات مليئة بالشوق والاحترام رحبت به وكأن الزمن لم يمر وكأن السنوات الخمس كانت مجرد غفوة قصيرة
قلت له أهلًا وسهلًا بك يا عميد نورتنا برجعتك ومكانك محفوظ في القلب قبل أي مكان آخر
وهذه لقاء عابر بل هي تذكير بأن بعض الأشخاص مهما غابوا يظلون جزءًا من ذاكرتنا وأن العودة بعد الغياب تحمل طعمًا خاصًا لا يُوصف
فشكرًا للقدر الذي أعاد لنا العميد وشكرًا للتواصل الذي رغم كل شيء لا يزال يجمعنا بمن نحب ولو بعد حين