فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، ودولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك، أوجه إليكم هذه الرسالة بلسان الواقع وكل الرياضيين في هذا الوطن المثخن بجراحه، وأتمنى أن تصل إليكم.
أود أن أضع أمامكم حقيقة مؤلمة حول دعم وتجهيز منتخب الشباب الذي رفع راية اليمن عاليًا بتأهله إلى نهائي البطولة الخليجية ليلة أمس.
الحقيقة هي أن وزارة الشباب والرياضة في حكومتنا الشرعية لم تقدم حتى (شربة ماء) أو أي دور حقيقي في إعداد المنتخب، بل جرى تجهيز المنتخب ودعمه من قبل حكومة صنعاء غير المعترف بها دوليًا، في مناطق سيطرة الإنقلاب، حيث تكفلت وزارتهم بالسكن والتغذية وبدلات السفر والمواصلات الداخلية والنقل إلى المملكة العربية السعودية ذهابًا وإيابًا.
نضع هذه الحقيقة أمامكم بكل شفافية، لأن التاريخ لا يرحم، والإنجازات لا تُبنى على بيانات وتصريحات إعلامية مضللة ، وما يوجع أكثر هو أن وزارة الشباب والرياضة في الحكومة الشرعية اكتفت بالغياب عن أي دور ملموس، في حين استعرض المسؤولون فيها بيانات إعلامية خاوية وحاولوا التربّع على الإنجاز دون أن يشاركوا فعليًا في صنعه.
لقد تابعنا تهنئتكم للمنتخب بعد فوزه الأخير على منتخب سلطنة عُمان، وهذا أمر نقدّره ونثمّنه، لكن ما أحزننا هو أن هذه التهنئة ترافقت مع شكر لوزارة غائبة تمامًا عن أي دعم أو تجهيز ، فالمنتخب الذي أدخل الفرح إلى بيوت اليمنيين جرى تجهيزه بالكامل من موارد وزارة تحت سيطرة الحوثيين، بينما وزارتنا الشرعية اقتصرت على متابعة النتائج وإطلاق التصريحات والتقاط الصور، وإن كنتم على علم بهذه الحقيقة فالمصيبة جسيمة، وإن لم تكونوا تعلمون فالمصيبة أعظم.!!
اليوم، بينما يستعد منتخب الناشئين في مدينة لودر بمحافظة أبين وسط ظروف صعبة ، للمشاركة في البطولة الخليجية الأولى أواخر الشهر الجاري في دولة قطر، لم نرَ أي اهتمام من الوزارة، لا زيارة ولا اتصال للاطلاع على أوضاع اللاعبين واحتياجاتهم ، لكن كما هي عادتهم سينتظرون الإنجاز ليتصدروا المشهد الإعلامي، متناسين أن المنتخبات تُبنى بالاهتمام المبكر لا بالتصريحات اللاحقة.
يا أصحاب الفخامة والمعالي، الواقع كما هو ، وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء تحولا إلى ملكية خاصة لفئة محدودة، فيما الأندية الوطنية تعاني من عدم صرف مخصصاتها، والأنشطة الرياضية متوقفة، والمنتخبات الوطنية تكابد وحدها ، والمليارات من الإيرادات لا أحد يعلم إلى أين تذهب بلا أثر ملموس، والإنجاز الرياضي لا ينبغي أن يكون لحظة لتسلق المسؤولين، بل ثمرة جهد صادق يستحق أن يُذكر أصحابه الحقيقيون بالاسم.
نرفع هذه الرسالة إلى قيادتكم العليا كتذكير صادق ، وأن لا تتركوا الرياضة رهينة وزارة غائبة وصندوق منهوب ، ونتمنى أن يتم النظر بجدية في دعم منتخباتنا الوطنية في كل مراحل إعدادها، والعمل على إصلاح أي خلل موجود، حتى تظل الإنجازات الرياضية ثمرة جهد صادق يُحتفى به حقًا، وليس مجرد شعارات فارغة، ويُذكر أصحاب الفضل الحقيقيون بالاسم ، آملين تفهمكم ووضع حد للعبث الحاصل منذ سنوات.
*#محمد_مهيم*