أربع وعشرون ساعة لا غير ...
هو ذلك الوقت الذي احتاجه هوامير المال المدنس حتى شفطوا ملايين العملات الخارجية من المواطنين الغلاباء.
أربع وعشرون ساعة ..رافقها زخم إعلامي منظم من قبل أكلي السحت ، وإعلاميي الصرفة وبائعي الضمائر ...
استطاعوا من خلال ذلك الدجل ، والزيف ، والكذب والخداع والتضليل الإعلامي...
إيهام المواطن أنَّ هناك انحداراً مخيفاً للعملة ، وأنَّ البنك قد قال كيت ، وكيت وعلى المواطن الإسراع في بيع ما لديه من نقود خارجية لأن الوقت لا يسعفه حتى لمجرد التفكير .
ونتيجة لتلك الخطة المحكمة ، والخبيثة التي يدرها هوامير العملة وهم في الغرف الفندقية الفخمة
كانت هناك عملية منظمة
متفق عليه تقتضي تنفيذ إجراءات على الأرض ...
تمثلت تلك الإجراءات في تحديد سقف انحدار الصرف على مستوى الدقيقة الواحدة !!!!
فكانت الصورة الدرامية للعملة تهوي بسرعة جنونية ...لكأنما هي صخرة منحدرة من علو شاهق .
فأصبح المواطن يردد في لا شعور .... كم الصرف ، كم الصرف ، كم الصرف !!!!
حتى رأيت الناس تتسابق من صرافة إلى أخرى كالمجانين ،. ويتزاحمون على أبواب الصرافين
كتزاحمهم للحصول على هدايا فاخرة .
وهكذا تمت العملية الخبيثة بنجاح وَنُفٌِذَتْ تلك المؤامرة بإتقان ، وَخُتِمَتْ المعركة بفوز ساحق لهوامير المال المدنس ،وبهزيمة مدوية للمواطن المسكين .
هذا ما تم ، وهذا ما حدث ، وهذا ما حصل خلال أربع وعشرين ساعة فقط .
نكبة حقيقة للكثيرين ، ومأساة موجعة للمساكين ، وخسارة مؤلمة للمواطنين !!!
وثراء فااااحش للمتوحشين !!!
السؤال الذي يطرح نفسه هنا ..
هل قُضِيَ الأمر بهذه الفاجعة ، وهل خُتِمَتْ الملهاة بهذه الطريقة ، وهل انتهت معركة المال على هذه الشاكلة ...(والسلام ختام )؟؟
الأغبياء يعتقدون ذلك ، ويظنون أنهم انتصروا في معركتهم الوهمية على المساكين وحققوا ما يريدون !!!
لكن الحقيقية غير ذلك .
المعركة لم تنته بعد .... فهذا فصل من فصولها ،وهذه مرحلة من مراحلها .
وهذا ما ينبغي للمظلومين أن يفقهوه ..
هناك عملية منظمة ، متقنة ، وهناك مؤامرة حِيْكَتٔ خيوطها في الظلام تقتضي نهب مال المواطنين بطريقة محترفة .
لهذا على المواطنين أن يسلكوا الطرق القانونية لتقاضي أولئك المجرمين وأن يتخذوا خطوات عملية لاسترداد حقهم تتمثل في :
أولاً : التقدم بشكوى رسمية للحكومة ، وللمدعي العام بهذه الجريمة النكراء .
ثانياً : مطالبة الحكومة ، وإدارة البنك المركزي بتحديد موقفاً واضحاً واتخاذ إجراءات عقابية علنية حيال أولئك المتلاعبين .
ثالثاً : على كل من ظُلِمَ أن يرفع شكواه إلى محكمة العدل الإلهية...وإذا استطاع أن يقدمها في الثلث الأخير من الليل فستكون أجدى.
وفي تلك الشكوى يقدم دعواه إلى العادل سبحانه وتعالى وينام مطمئن البال .
فعدالة السماء هي من ستتبنى عملية تعويضه الذي يستحقه ، وهي التي ستنتقم له من أولئك المتلاعبين المجرمين .
والصمت ، والسكوت في هذه الحالة يعد جريمة في حق المظلومين ، وفي الوقت ذاته يهيج جشع أولئك الهوامير .
هكذا يعتقد أولئك الأغبياء أنهم قد حسموا المعركة لصالحهم بهذه البساطة وانتهى الأمر ...
وما يدرون أنهم نقلوا معركتهم من المواطن البسيط إلى رب المواطن البسيط ..
فهم اليوم أمام معركة حقيقية مع المنتقم ، مع العادل سبحانه ، مع محكمة العدل الإلهية .
يظن الكثيرون أنَّ الفهلوة ، والغش ، والخداع ، والدجل ، والكذب ، والزيف على البسطاء ...
يظنون أنَّ ذلك نوعاً من الذكاء ، والشطارة ، وأسلوباً من أساليب الكسب ..
وما فَطِنُوا أنّ تلك الوسائل الخسيية ، الخبيثة هي بمثابة معاول عدم لمملكاتهم المالية .
كسب المال بطرق غير مشروعة...حرام شرعاً ،وقانوناً .
لذلك يقول ربنا سبحانه :
( يمحق الله الربا، ويربي الصدقات) .
وقيل: " درهم حرام ...يحوث بقنطار حلال "
هذا المال الذي كسبته بطرق ملتوية هو سم تتجرعه سيقضي على حياتك رويداً ، رويدا من غير ما تشعر ....
حتى تجد نفسك يوماً ......لا مال لك ، وقد تجدك يوماً تُساق إلى السجن في ذل ومهانة ، وتحاكم أمام الخلق وأنت مطأطأ الرأس ،مكسور النفس .
علاوة على ذلك ...
هناك عقاب معنوي يّعاقب به أولئك المجرمون قد لا يراه المظلومون يتمثل في :
نزع راحة البال منهم ...تُنتزع منهم عملية الاستقرار النفسي ، والرضاء الحياتي .
يعاقبون بالأمراض التي تسلبهم نعمة العافية ، وبعقوق الابناء ، وبالمشاكل الاجتماعية وووووو.
وصدق الحق سبحانه إذ يقول :
وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰافِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ )
# صرخة وعي.