مستقبل بلا عناء في الجنوب.

في الجنوب، لا تحتاج إلى خارطة طريق، فالمستقبل يمر من بوابة واحدة، فقد أعلنت كلية العمالقة الحربية عن فتح باب التسجيل لخرّيجي الثانوية العامة. نعم، العمالقة. لا تسأل عن المعايير، فالمطلوب فقط أن تكون قادرا على حمل حقيبة أثقل من أحلامك، وأن تركض لمسافة أطول من طابور الانتظار في مكتب التوظيف.

وفي نفس الوقت، أعلنت كلية العلوم التربوية عن إغلاق عدد من أقسامها. السبب؟ قلة الإقبال، نقص التمويل، وربما لأن التعليم أصبح هواية غير مربحة. يبدو أن السبورة فقدت بريقها، والطباشير أصبح من أدوات الماضي، تمامًا كالأمل في وظيفة تعليمية مستقرة.

هكذا، يتضح أن مستقبل الجنوب لا يحتاج إلى عناء. فقط اختر، هل تريد أن تكون معلما بلا طلاب، أم جنديا في صفوف العمالقة؟ الخيار واضح، والزي العسكري جاهز، أما القلم فقد تم تسريحه من الخدمة.

في زمن تُغلق فيه أقسام التربية وتُفتح فيه بوابات التدريب الحربي، يبدو أن العقل لم يعد مطلوبا، بل العضلات. فهل نلوم الطالب الذي اختار الطريق المختصر؟ أم نلوم الواقع الذي جعل الطريق الطويل مليئا بالحفر الإدارية الروتينية؟

في الجنوب، لا حاجة للتفكير العميق. فالمستقبل بلا عناء، فقط عليك أن تتقن فن التكيف، وتختار بين التعليم الذي لا يُعلم، أو القوة التي لا تُناقش.