قبل أكثر من شهر ثار الشعب في عدة محافظات محررة بعدما ضاق بهم الحال من جور الظلم والغلاء الفاحش والفساد المستشري في مؤسسات الدولة ومن تردي الخدمات فقد شاهدنا كثيرا من المسؤولين يتصرفون وكأن الوزارات والسفارات والمحافظات و المؤسسات والهيئات ملك لهم وشركات خاصة بهم يقومون بتصرفات لاتمت للعمل المؤسسي للدولة بشيء نتيجة لغياب أجهزة الدولة الرقابية والمجتمعية بل تابعنا ما تم نشره من عدم توريد كثير من الجهات الحكومية لخزينة الدولة طوال سنوات وكذلك صرف اعاشات شهرية بالعملات الصعبة للالاف يعيشون في أقطار عربية وأجنبية هذا الجرم و العبث الكبيران بمقدرات الشعب يعد في إطار الخيانة العظمى للأمانة الوطنية و واجب ديني وطني إصلاح تلك المنظومة السيئة التي تغلغلت في مؤسسات الدولة بالوزارات و السفارات و الملحقيات والمحافظات مستغلة ظروف الحرب والأزمة العاصفة التي تمر بها البلاد بل عودة مؤسسات الدولة للوطن ليس في صالحهم فقد تم تهميش المؤظفين الاساسين وإستبدالهم بمقربين وشاهدنا خروقات جسيمة بإصدار قرارات جمهورية لمن لا يستحقونها لا تنطبق عليهم معايير شغل الوظيفة العامة للدولة يشغلون مناصب قيادية بالوزارت وبالمحافظات وبالسفارات وبالملحقيات و بالمحاكم وغيرها يتصرفون بتصرفات غريبة فقد أثروا ثراء فاحشا تلك الخروقات أدت إلى تراجع هيبة الدولة ومؤسساتها والاساءة لتاريخ نضال الشهداء الأبطال وشوهوا تاريخ وتراث بلادنا بين الشعوب .
إن ثورات الشعب الشريفة التي شهدتها المحافظات موخرا وسقوط عدد من الشهداء والجرحى كان لها الأثر الإيجابي ورسالة للعابثين بأن الشعب حين يثور لن توقفه الغطرسة أو أعتى الآلآت العسكرية ، فقد ضحت كثير من الشعوب لإستعادة الحرية والكرامة واليوم تنعم بخيرات أرضها ودارت عملية البناء والتشييد فيها بمشاركة الجميع دون استثناء بعيدا عن الانتماءات الضيقة ،
إن تراكمات الحكومات السيئة والتلاعب بالقوانين والتشريعات وعدم محاسبة الفاسدين ساهم في استمرار الفساد بمؤسسات الدولة و في تأخر البلد وتراجع الخدمات ولا زالت هناك عناصر أفسدت تتبوأ مناصب قيادية ويجب أبعادها لأن ذيل الكلب عمره ما يعتدل ،
إن عملية الإصلاح تتطلب جهود مضنية وعلى ثقة بأن الشعب سيلتف وسيقف مع عملية الإصلاح مهما كلفه الثمن وستعود هيبة الدولة المستمدة من قوة الشعب وتضحياته ...