آخر تحديث :الإثنين-24 نوفمبر 2025-04:07م

وقفات من سورة الضحى

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 12:31 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


سورة الضحى هي سورة النعمة : نعمة الله على عبده وخليله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن وكساه بنعمة الإسلام وأحاطه برعاية متوالية كلما جاءته نعمة كانت خير من سابقتها حتى أكمل الله له الدين وأتم عليه نعمة الإسلام وما عند الله لنبيه خير مما آتاه في الدنيا " والآخرة خير لك من الأولى " وما من أحد أسلم إلا وناله من نعمة القرآن ونبوة محمد للأنام وألبسه الله بما يشاء أن يلبسه من نعمة الإسلام

كما قال الشاعر لبيد وهو يحمد الله أن أسلم ولو متأخرا :


الحمد لله إذ لم يأتني أجلي * حتى لبست من الإسلام سربالا


فالسورة وإن كانت خاصة بتذكير النبي صلى الله عليه وسلم بنعم الله عليه الدينية والدنيوية فهي عامة من حيث النعمة عليه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي سبب كل نعمة على كل مسلم

وهذه وقفات مع هذه السورة العظيمة

"*والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى*" كما ذكر أهل التفسير والسير أنها في انقطاع الوحي لفترة شعر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالضيق وخشي على نفسه فهل أراد الله أن يوقف نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته وكأنهم على مفترق طرق ؟ أما أن يمضى بهم في طريقة الهداية أم أنهم عرضة أن يسلبهم الله هذه النعمة - الله أعلم بمراده - حتى يستشعروا قيمة النعمة التي هم فيها ولذلك عندما عاود الوحي وتتابع سُرّ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وزالت عنه الغمة

"*وللآخرة خيرة لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى*" مامن مسلم يعيش على العمل بشريعة الإسلام ويستقيم على حسن العمل والطاعة إلا جزي بهذا الجزاء والنبي عليه الصلاة والسلام هو أول من أسلم فهو أول الخلق في كل فضل

" *ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى* " هذا من لطف الله ونعمته على نبيه صلى الله عليه وسلم أن نجاه من مضرة اليتم والفقر والضلالة ولله نعم في ذمة كل مسلم في حياته لو تفكر فيها لرأى لطف الله به في نجاة من مهلكة أو سوق نعمة إليه ما كان يستطيع أن يصل إليها بحوله وقوته

"*فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث*" من نجى من محنة كان فيها أو سلم منها فليستشعر من كان لا يزال واقع فيها وليتخذ من نعمة الله مادة للتعليم والتدريس من الآيات المنزلة أو من دروس الحياة وعبرها ومواعظها

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة الخلق وقائدهم إلى كل خير فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار


محمد العاقل