آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:43ص

وسجل يا تاريخ العشرين من أغسطس ...

الجمعة - 22 أغسطس 2025 - الساعة 11:27 ص
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


وحدها كتائب القسام القادرة اليوم على إعادة رسم الخريطة الجغرافية للعالم .

وحدهم المقاومون القساميون من سيعيدون الأمور إلى نصابها .

وحدهم فتية القسام من سيجعل ( النتن ياهو ) يجثو على ركبيته ، ويأتي صاغراً لتنفيذ اتفاق مع حماس وفقاً وشروطها ..


ذلك ما أكده مقاتلوها في ( العشرين من أغسطس 2025م) حينما أعادوا ( للنتن ياهو)

صورة طوفان السابع من أكتوبر 2023م في ثوبها الجديد .


ففي الوقت الذي يزبد فيه ( النتن ياهو) ويرغي ، ويصرخ ككلب مستعور ، ويهدد باحتلال غزة ، وتهجير أهلها ...


يفاجئه طوفان ( العشرين من أغسطس ) بعملية نوعية ، معقدة ، محكمة التخطيط ، خاض من خلالها شباب القسام معركة من مسافة الصفر مع جنوده في أماكن يعتقد الغبي أنه قد أمَّنها ، وأنَّها أصبحت تحت سيطرته المطلقة .


تلك العملية أثبتت أنَّ المقاومة لا زالت بخير ، وأنَّها قادرة على توجيه بُوصلة الأحداث لصالحها في الحرب والسلم ، وأنَّها هي وحدها من يملك زمام المبادرة ، وأنَّها صاحبة اليد الطولى في ميدان المعركة .


طوفان هادر استمر لعدة ساعات نفذه عدة أفراد من كتائب القسام (قوات النخبة) دمٌَروا من خلاله آليات العدو ، وأجهزوا على جنوده من مسافة الصفر ، وأصبح كابوساً مرعباً لعصابة الصهاينة ومن يقف خلفهم ، ومن يراهنون على استسلام حركة حماس وقبولها بشروط ( النتن ياهو ) ، وتحول الحدث إلى أيقونة الإعلام العالمي ، وتصدر نبأه كل وسائل التواصل الإجتماعي .


وهكذا تثبت قيادة حماس أنَّها قادرة على خوض المعركة بجدارة وإن طالت ، وتؤكد أنَّها مستعدة لإدارة الحوار السياسي وإن كان معقٌَداً ، وتبرهن أنَّها صاحبة التفوق الإعلامي وإن كانت إمكاناتها محدودة .


عامان والمقاومة صامدة ، صابرة ، ثابتة ، بل ومبادرة للوصول إلى وكر العدو باقتدار ...

وفي المقابل استطاعت أن تستثمر ملف الأسرى بصورة مهنية ، وأن تُديره بطريقة احترافية حتى أصبح كابوساً يؤرق قادة الإحتلال، وأضحى كمعول هدم يفتت النسيج الإجتماعي الإسرائلي ...

حتى أنَّ (النتن ياهو ) قال صراحة : نحن نواجه ثلاثة جيوش ) .

الأول : جيش المخربين ويقصد بهم المقاومة .

الثاني : جيش أهالي الأسرى .

الثالث : جيش الجزيرة .


وكل تلك الجيوش الثلاثة تم استثمارها بصورة فاقت كل التوقعات من قبل قيادة حماس .


وبكل المقاييس لقد انتصرت المقاومة على جيوش العالم ، وكشفت حقيقة المتآمرين ، ومزٌَغت المجتمع الإسرائيلي ، وأشاحت اللثام عن الوجه القبيح للنظام العالمي ، وفضحت المتصهينين من العرب والمسلمين .


أي نعم التكلفة كبيرة والثمن غالِِ ، والفاتورة باهظة ...

ولكنها ثمن الحرية التي يُرخص لها الغالي والنفيس .

ورحم الله الشهيد يحيى السنوار الذي ظل يردد وهو

شاهر سلاحه قول شوقي :

وللحرية الحمراء باب ***

بكل يدِِ مُضرجة يُدقُ


ورحم الله شوقي حينما قال :

وَما نَيلُ المَطالِبِ بالتمني *

وكِن تُؤخَذُ الدُنيا غلابا

وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ منال

إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا




لقد استطاع ( النتن ياهو ) تدمير الحجر ، والشجر في غزة ، وجرف مزارع المواطنين وحقولهم ..


لكن المقاومة دمَّرت بنية المجتمع الإسرائيلي اللقيط ، وصدٌَعت أركان دولتهم الهشة ، وهدَّمت حلم اليهود في إقامة دولتهم المزعومة ، وجرفت لهم الويل والثبور ..


لن ترى إسرائيل بعد اليوم عافية إطلاقاً ، بل إنَّ ( النتن المطاع ) قد حفر قبر إسرائيل بيديه الملوثتين .


فصبراً أهل غزة ...

فقد قال ربنا سبحانه وتعالى :

إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله مالا يرجون .