آخر تحديث :السبت-06 سبتمبر 2025-11:25م

غسيل الأموال من أخطر أسباب فشل الاقتصاديات

الثلاثاء - 19 أغسطس 2025 - الساعة 03:32 م
احمد سالم فضل

بقلم: احمد سالم فضل
- ارشيف الكاتب


الموضوع: تأثير غسيل الأموال وتدفقات الأموال غير المشروعة على الاستثمار وإعادة البناء الاقتصادي في عدن والمناطق المحررة (بعد 2015م)


أولًا: خلفية عامة


منذ عام 2015م، دخلت عدن وبقية مناطق الجنوب في مرحلة معقدة نتيجة الحرب، حيث تراجعت مؤسسات الدولة وضعفت الرقابة على المنافذ المالية والتجارية. في هذه البيئة ظهرت شبكات متعددة لتكوين أموال بصورة غير شرعية، سواء عبر أنشطة أمراء الحرب، أو من خلال تجارة المخدرات، أو عبر بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة التي استغلت الفوضى لتأمين مصادر تمويلها.


ثانيًا: مظاهر الأموال غير المشروعة


1. اقتصاد الحرب: سيطرة قوى مسلحة على موارد محلية (موانئ، أراضٍ، تهريب وقود).


2. تجارة المخدرات: اتساع نطاق التهريب عبر البحر والبر، وتحول عدن إلى محطة عبور.


3. الجماعات المتطرفة: استغلال النظام المالي الهش لغسيل الأموال وتمويل نشاطها.


4. شركات وصرافات غير مرخصة: تعمل كقنوات لغسيل الأموال وتحويلها للخارج.


ثالثًا: التأثيرات على الاستثمار


1. تشويه بيئة الاستثمار: سيطرة المال الفاسد تخلق منافسة غير عادلة أمام المستثمرين الحقيقيين.


2. انعدام الثقة بالنظام المالي: ضعف البنوك وتحولها إلى أدوات لتبييض الأموال يعزل عدن عن النظام المالي الدولي.


3. زيادة كلفة الاستثمار: الابتزاز، الضرائب غير الرسمية، وسيطرة المليشيات على المنافذ التجارية.


4. إعاقة إعادة الإعمار: غياب توجيه الموارد نحو التنمية والبنى التحتية واستمرار دورة الحرب.


5. المخاطر الأمنية: تمويل المليشيات والجماعات المتطرفة يؤدي إلى بيئة غير مستقرة تنفر أي استثمار خارجي.


6. انعكاسات اجتماعية: ظهور طبقة طفيلية غنية مرتبطة بالحرب على حساب الأغلبية الفقيرة.


رابعًا: النتائج


استمرار غسيل الأموال يعيق تحول عدن إلى مركز اقتصادي إقليمي.

بقاء الوضع على ما هو عليه يهدد بانهيار الثقة الكاملة في أي مشاريع استثمارية مستقبلية.

عدن معرضة للتحول إلى ساحة نفوذ مالي غير مشروع بدلًا من كونها بوابة تجارية.


خامسًا: توصيات


1. إعادة بناء مؤسسات الرقابة المالية: دعم البنك المركزي وهيئة مكافحة الفساد.

2. ضبط المنافذ والموانئ: وضعها تحت إدارة موحدة،وسنّ لوائح ناظمة تضمن سيادة الدولة وتمنع الازدواجية أو تدخل المليشيات.