في رحلتي اليوم إلى ردفان، وهذه اليوم منذ فترة من الزمن لم أزر ردفان، واليوم خطواتي نحو محافظة ردفان تناولنا أكثر الحديث مع الرجال الشرفاء، ومع لطف وكرم الرجال الشرفاء في النبل الإنساني، وفي مجالس الناس الشرفاء، وفي كرمٍ لا يُقاس بالماديات بل يُقاس بصفاء القلوب وسعة الصدور. زيارتي اليوم ليست زيارة عادية.
ردفان شرارة الجنوب، فكل وجه له مكانته الخاصة. ردفان ستظل في قلوبنا، ردفان يا منبع القلوب والروح. وإذا تحدثنا عن القادة الشرفاء نتحدث عن عنوان لا يُمحى.
الرجال في ردفان لا يتحدثون عن المكارم بل يمارسونها ببساطة متناهية. حكايتي اليوم مع ردفان، حكايتي عن التاريخ، عن النضال، عن الذي يسكن الجبال والسهول.
تواضع الناس رفعة لا تُشترى.
ما أبهرني أكثر من القادة الشرفاء بل هو التواضع. أبناء ردفان لا يتباهون بما عندهم بل بما يُعطون. قادتهم الشرفاء لا يختبئون خلف المناصب بل يسيرون بين الناس، يسمعون، يبتسمون، ويعدون ثم يوفون. هنا القيادة ليست سلطة بل خدمة. عندما نسطر أقلامنا نحو هذه المحافظة نسطر بكل فخر واعتزاز.
ردفان ليست مجرد محافظة،
هي روح، هي قصة وطن، هي قصة قافلة الشهداء. هي وطن صغير يحمل في طياته كبرياء الجبال وحنان السهول. كل زاوية فيها تحكي حكاية، وكل صوت فيها يهمس هموم الناس. كل طفل فيها يضحك وكأن العالم بخير.
خرجت من ردفان وأنا أحمل في قلبي امتنانًا لا يُوصف، وأعد نفسي أن أعود لا كزائر بل كابن لهذه الأرض الطيبة.
ردفان شكرًا لأنك علمتني أن مواقف الأبطال لا تُقاس.
شكرًا ردفان، ستظل تاج الكبار.
شكرًا ردفان لأنك جعلتني أكتب اليوم لا بقلمي بل بقلبي.