في ظل التحديات الراهنة التي تعاني منها مؤسسات الدولة، يبرز القلق من مظاهر الإهمال الإداري والفوضى التي تعصف ببعض الوزارات. وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في وزارة الشباب والرياضة، التي تحولت إلى ما يشبه الإمبراطورية الخاصة، الأمر الذي يثير استياء الشباب ويقوض طموحاتهم.
لقد فقدت هذه الوزارة بوصلتها الوطنية بعد تحرير عدن، وتحولت من حاضنة للمواهب ومحفز للشباب على حب الوطن وبناء المجتمع، إلى منصة لتصفية الحسابات وتوزيع المناصب على أسس مناطقية وحزبية. هذا التحول الخطير أدى إلى إحباط الطاقات الإبداعية لدى الشباب، وبدلاً من أن تكون الوزارة داعمة ومُنتجة للكوادر الوطنية، أصبحت عبئًا على المجتمع، بل وتساهم في هدم الإبداع وإبعاد الكادر الوطني منها.
من يدخل الوزارة يلاحظ أن الحزبية هي السائدة في التعاطي مع قضايا الشباب. والحزبية هي بمثابة السم القاتل الذي يفتك بآمالهم وطموحاتهم. لذا، ندعو رئيس الوزراء والمجلس الرئاسي إلى التدخل الفوري لإنقاذ شباب الوطن من براثن هذه الممارسات.
المنصب الوزاري ليس مكافأة على النضال ، بل هو مسؤولية تتطلب كفاءة أكاديمية وإدارية عالية. إن تغييب الكفاءة بوزارة الشباب والرياضة هو تغييب للوطن الذي يستقطع من جسده كل يوم جزء في ظل بقاء الوزير الحالي.
إن قيادة قطاع حيوي كقطاع الشباب والرياضة تتطلب معايير محددة، فالرياضة ليست مجرد لعبة، بل هي فن وأخلاق وإبداع. والإدارة علم له أسسه وقواعده. وللأسف، فإن هذه الشروط الأكاديمية والمهنية تبدو غائبة في من يتولى قيادة هذه الوزارة اليوم.
فمن فشل في إدارة محافظة، يصعب عليه أن ينجح في إدارة وزارة بحجم وزارة الشباب والرياضة. إن التغيير أصبح ضرورة ملحة، وعلى صناع القرار أن يضعوا مصلحة الشباب والوطن فوق كل اعتبار.
حسين البهام.