آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:43ص

مواكب الشهداء تحيى مجد الأمة ..

الثلاثاء - 12 أغسطس 2025 - الساعة 05:39 م
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب



حبست دموعي ، وألجمت عواطفي ، وألزمت مشاعري.... وأنا اسمع نبأ استشهاد الإعلامي ( أنس الشريف ) باستهداف مباشر من قبل صواريخ

الإحتلال الصهيوني البغيض .


وبالكاد استرجعت قواي لأجدني أقرأ ، وأسمع ، آلاف التعليقات والمقاطع الصوتية التي تتحدث عن بطولات الرجل ، وأدواره في الدفاع عن قضيته ، وشعبه ، وأهله في غزة ، فحمدت الله أنَّ الأمة لا تزال بخير .


وبقدر الألم الذي يعتصر قلبي لغياب صوتك أيها الشريف ...

إلا أنني موقن يقيناً لا يقبل الشك أنَّ دماءكم الزكية سوف تروي شجرة الحرية ، وأنَّ أشلاءكم الطاهرة التي تتناثر هنا وهناك هي لبنات لصرح الأمة الواعد ، وأنَّ تضحياتكم الجسمية التي تقدمونها على أرض غزة هي أيقونة العزة والكرامة ، وأنَّ بطولاتكم التي تسطرونها في الدفاع عن أرضكم ومقدساتكم هي مصدر إلهام لشباب الإسلام .


فنم قرير العين أيها الشريف...

فقد أيقظ صوتك ضمائر أحرار العالم وحرائره ، وأوصلت رسالتك بكل مهنية واقتدار ، وأديت واجبك بكل أمانة وإتقان ، وقمت بدورك بكل شجاعة

وإقدام وعمَّدت مسيرتك العطرة بدمائك الزكية ، وختمت حياتك بوصيتك التي ألهبت مشاعر الملايين في أصقاع العالم .


نم قرير العين أيها الشريف..

فهناك من سيحمل الراية ليواصل مشوارك ، وسيسير على خطاك ، وسينتهج نهجك ، وسينفذ وصيتك .


لقد كان صوتك أقوى من جبروت ( النتن ياهو) ....

وكانت رساتك أمضى من صواريخه ، وكان أداؤك في الميدان أعتى من جيوشه ، وكانت تغريداتك أفتك من سلاحه...

لذلك ظنَّ( الوغد) أنَّه بموتك سيخفي جرائمه ، وبغيابك ستغيب معاناة أهل غزة .


وما فطن ( المجرم ) أنَّ دماءك الزكية التي أرتوى منها تراب غزة ....قد أحيت في الأمة روح التضحية ، وأنَّ أشلاءك الطاهرة كانت بمثابة الشرارة التي ألهبت مشاعر كل ذي ضمير حي في العالم ، وأنَّ صوتك الشجي قد دوٌَى في أرجاء المعمورة.


هكذا تُزْعج الكلمة الصادقة عروش الطغاة ، وتقضُّ مضاجعهم صور نقل الحقائق ..

لذلك يظنون أنهم بقتلهم لرواد الكلمة يستطيعون إسكات صوت الحق وإخفاء

حقيقة إجرامهم ، ودفن معاناة المستضعفين .


لكن الحقيقة الغائبة عنهم ....

أنَّهم بقتل روٌاد الكلمة يحفرون قبورهم بأيديهم ، ويقربون نهاياتهم المحتومة

بأفعالهم القبيحة ، ويبعثون بسلوكهم الشاذ روح التضحية لدى شاب الإسلام .


فيا أيها النتن ياهو...

إنَّ قتل أنس الشريف ...حياة لآلاف شريف وشريف .

ولئن ظننت أنك قد أدميت قلوبنا بجرائمك...

فإننا موقنون أنَّ الموت حق ، وأنَّ لكل أجل كتاب ، وأنَّ الشهادة في سبيل الله أسمى ما يتمناه المسلم .

والحرب سجال بيننا وبينكم يا أبناء اليهودية

وصدق الله العظيم إذ يقول :

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون