آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-03:35ص

حين يصبح الجوع سلاحاً والكرامة ضحية

الثلاثاء - 12 أغسطس 2025 - الساعة 05:21 م
صلاح البندق

بقلم: صلاح البندق
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ صار فيه المتسلقون والانتهازيون يتصدرون المشهد، ويعتلون المنابر، ويملؤون الشاشات بخطاباتهم الزائفة، يموت الشعب جوعاً، وتُدفن الكرامة تحت أنقاض الوعود الكاذبة. هؤلاء لا يعرفون معنى الوطن، ولا يشعرون بآلام الفقراء، لأنهم لا يرون في الشعب سوى وسيلة للصعود، لا غاية للنجاة.


أما الأحزاب التي تدّعي تمثيل الجنوب، فقد تحولت إلى أدوات للنفوذ، تتاجر بالدماء، وتساوم على الخبز، وتنسى أن من لا يطعم شعبه لا يستحق أن يحكمه. الجوع في الجنوب لم يعد مجرد أزمة اقتصادية، بل صار سياسة ممنهجة، يُستخدم فيها الحرمان كسلاح لإخضاع الأحرار وكسر الشرفاء.


الأبطال الحقيقيون، أولئك الذين ضحوا من أجل الوطن، يُتركون في البيوت مهمشين، يُعانون من الجوع والإهمال، بينما تُفتح الأبواب للمتسلقين، ويُفرش الطريق للانتهازيين. أي عدالة هذه؟ وأي وطن نريد إن كان الأوفياء يُعاقبون بالصمت والجوع؟


أقسم بالله، إن الجوع لا يرحم، وإن من يزرع القهر سيحصد الغضب. وإذا استمر هذا الظلم، فإن الشعب لن يكتفي بالصراخ، بل سيأكل من لحم من جاعه، ويكسر عظام من أهانه. هذه ليست دعوة للعنف، بل صرخة للعدالة ، نداء للكرامة، وإنذار لمن يظن أن الصبر لا ينفد.


يا من تظنون أن الشعب غافل، تذكروا أن الجوع لا يصنع الخنوع، بل يولّد الثورة. والجنوب ، وإن جاعت، لن تركع.