آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-09:27م

المرأة التي صمدت في وجه الجبابرة.!!

الثلاثاء - 12 أغسطس 2025 - الساعة 11:32 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



حين يتحدث التاريخ الاسلامي المشرق يصمت العالم اجلالاً واكباراً له.

في تاريخنا الإسلامي، هناك العديد من القصص التي تبرز صمود وشجاعة المسلمين في مواجهة الظلم والطغيان.

واحدة من هذه القصص هي قصة أسماء بنت أبي بكر الصديق، التي صمدت في وجه الحجاج بن يوسف الثقفي، أحد أعتى جبابرة العرب.

فكانت اصعب خصم واجهه الحجاج في حياته.

انها اسماء بنت ابي، بكر الصديق ذات النطاقين رضي الله عنها وعن ابيها وعن اخوانها وعن ابنائها فكلهم صحابة.

متى حدث هدا الامر؟!

حدث بعد 62 عاماً لوفاة الرسول ص وتحديداً في العالم الثالث والسبعين للهجرة.

دخل الحجاج بن يوسف الثقفي مكة المكرمة وقام بهدمها على رؤوس، ساكنيها بحثاً عن عبد الله ابن الزبير الذي ظل حاكماً لمكة المكرمة لمدة تسع سنوات.

دخل الحجاج الى مكة واستطاع ان يقتل عبد الله ابن الزبير ابن اسماء بنت ابي، بكر الصديق ثم امر بصلبه من اجل ان يكون عبرة للناس ومن اجل ان يسقطه من اعين اهل مكة الذين كانوا يحبونه حباً شديداً.


فجاءت اخت عبد الله ابن الزبير الى الحجاج وذرفت الدموع طالبة ان ينزل جثة اخيها من الصلب فاقسم الحجاج انه لن ينزل ابن الزبير من الصلب حتى تاتي امه اسماء وتترجاه ان ينزل ابنها فلما ذهبوا اليها ليخبروها اقسمت بانها لاتاتيه ابداً.


فارسل جنوده يهددونها ان لم تأت فانه سيرسل من يسحبها بقرونها اليه..

فقالت لهم: قولوا له اقسم اني، لا اذهب اليه حتى يبعث الي من يسحبني، بقروني ( ظن الحجاج انه سيخيفها) فلما وصل خبرها اليه استشاط غضباً وذهب اليها بنفسه فلما وصل اليها نظر اليها نظرة استهزاء وسخرية ثم قال: كيف رايتيني فعلت بابنك عبد الله ابن الزبير ؟!

فردت عليه بصاعقة مدوية هزت كيانه المتقطرس قالت: له والله مازدت على ان افسدت عليه دنياه وافسد، عليك اخرتك.


وتعني انك قتلته وافسدت عليه الدنيا ولكنه، سيكون خصمك بين يدي الله

واردفت قائلة: سمعت ياحجاج انك تعير ابني انه ابن ذات النطاقين فهل تعلم ماهما النطاقين ياحجاج؟!

اما والله انه حجابي شققته نصفين ووضعت في نصفه طعام رسول الله وطعام ابي لما هاجرا من مكة الى المدينة واما النصف الثاني فقد غطيت به ماتغطي به المرأة شعرها. واضافت: يا حجاج لقد، سمعت رسول الله ص يخبرنا بانه سيولد في ثقيف رجلان اما احدهما فكذاب ( وقد رايناه) واما الاخر فهو (مبير) والمبير هو الفاسق كثير القتل وسفك الدماء ولا اخاله الا انت ياحجاج.

يقول الراوي: فخرج الحجاج من عندها مرعوباً يرتجف من الخوف ثم امر بانزال جثمان عبد الله ابن الزبير من الصلب.

وهكذا ثبتت اسماء بنت الصديق امام بطش الحجاج وجبروته كما ثبتت فيما مضى امام فرعون العرب ابو جهل الذي سالها عن الرسول وعن ابيها فرفضت اخباره بوجهتهما فصفعها على وجهها صفعة قوية اطارت قرطها ولكنها لم تتزحزح.


ولم تمض الا اياماً قلائل حتى ماتت اسماء وعمرها حينئذ 100 عام لتلقى ربها وتكون خصماً للحجاج بين يدي الله عز وجل.


صمود اسماء بنت ابي بكر الصديق الاسطوري امام رجلين من اعتى عتاة العرب يظهر كم ان منطق الحق قوياًً رغم الاعاصير شامخاً رغم المحن المدلهمة وعز النصير ، فمن كان متعلقاً بحبل الله الوثيق لايخشى الا الله كان الله ناصره ومعينه.

. واذا كان الشي بالشي يذكر فان حماس والجهاد وكل المقاومة الفلسطينية في غزة بثباتهم الاسطوري امام العالم كله عربه وعجمه قد انتصروا باذن الله تعالى وقد ادوا ماعليهم في الدنيا وانهم خصوم اخوانهم العرب الذين خذلوهم قبل العجم بين يدي الله تعالى يوم يلقونه..

فبين صمود اسماء في وجه الجبارة غير هيابة من بطشهم وجبروتهم وصمود المقاومة الفلسطينية في غزة امام جبابرة العالم اجمع غير هيابين من جموعهم الذين تداعوا عليهم من كل حدب وصوب..بين الحادثتين شبه واضح .. وان المقاومة منتصرون باذن الله تعالى.

وعند الله تجتمع الخصوم.