أحمد محمود السلامي
لا تدع الانغماس السلبي في الأحلام يستعبدك ويتملكك، لأنك ببساطة ستتحول إلى إنسانٍ انطوائيٍّ سلبيّ ، عصبيٍّ أحياناً ، تستبدّ به الأماني والأحلام المُترفة وتتحكم فيه بقوة .. يلوك حلاوتها ، ويتألم من قسوة الندم على الفرص التي ضاعت ولم يستغلها، ويتمنى تكرارها بعد سنواتٍ طويلة كي ينعم بلذّتها وطراوتها ، الحالم يعلم أنها لن تتحقق ، لكنه مُدمنٌ لها. وسيقضي حياته بأكملها .. يتمنى ويتحسر.. ويروي لمن حوله بطولاتٍ وهمية ، ويُلقي باللوم على المجتمع الذي - في نظره - لم يمنحه النجاح والعز على طبقٍ من ذهب ، بينما هو متكئ في بيته لا يحرّك ساكنًا ، يقتات على الاحلام والكذب ، ويشرب من الخيال بُغْيته المرجوَّة التي لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ .
الشعور بالظلم أو الفشل يجب أن يتحوّل إلى طاقة إيجابية تدفعك للعمل ، وتمنحك الحيوية للنشاط والمثابرة. فبهذا وحده تستطيع التغلب تدريجيًّا على طغيان واستبداد أحلامك، والنهوض من جديد دون انتظار المعجزات، لأن المعجزات ببساطة لا تأتي . كن واقعيّاً وأسعى ، لا تدع أحلامك وسلبيتك تقضيان عليك ، ولا تنتظر الظروف المثالية لتحقّق لك تلك الأحلام ، فهي لن تأتي . ابدأ من حيث أنت ، بما تملك، وافعل ما تستطيع فعله بجدٍّ ومسؤولية .
أيها الشباب . ثقوا ان النجاح لا يُمنح ، بل يُنتزع بالوعي والعلم والعمل والتجارب المفيدة ، وإن الواقعية ليست ضعفاً، بل هي أول الطريق نحو القوة والنجاح .