آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:43ص

إلى إخواننا في الشمال .... لا تسمحوا للمحرضين بتمزيق ما تبقى من الروابط الأخوية

الأحد - 10 أغسطس 2025 - الساعة 08:25 م
ناصر المشارع

بقلم: ناصر المشارع
- ارشيف الكاتب



صراحة لا أدري ما الفائدة التي يجنيها بعض إخواننا من أبناء الشمال وهم يتماهون مع الحملات التحريضية ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والأجهزة الأمنية والقوات العسكرية في محافظات الجنوب، خاصة ناشطي حزب الإصلاح وانسجام حملاتهم مع منهجية الوسائل الإعلامية التابعة للحوثيين.

خطورة هذه الحملات على الشمال أكثر من الجنوب ، كونها تستغل أي تصرف فردي لا يمثل الجنوب ولا الانتقالي ولا قواته لتضخيمه وتحويله إلى مادة للهجوم، بينما في الحقيقة الجنوب كان ولا يزال المتنفس الوحيد لإخواننا في الشمال، في وقت تخنقهم فيه جماعة الحوثي في محافظات الإنقلاب وحزب الإصلاح في المناطق المحررة والجميع يتابع مايحصل هناك من ممارسات قمعية وتنكيل بحق السكان.


في الجنوب، وتحت سلطة المجلس الانتقالي، يعيش الإخوة الشماليون بحرية كاملة، يمارسوا أعمالهم التجارية، يسكنوا بيننا جنبا إلى جنب، وينالوا كل التقدير من المواطنين والأجهزة الأمنية وبقية المؤسسات، وحتى في المعاملات الرسمية والوثائق الشخصية لم نرى أي تمييز ضدهم.


لكن في حال استمرت تلك الحملات التحريضية فلا شك أن ذلك يقلص المساحة المتاحة للشماليين في الجنوب، وتزرع الشك بدل الثقة وقد تتراكم لتتحول إلى إحقاد وثقافة رفض لكل ماهو شمالي في الجنوب .

لهذا نطالب كل الوطنيين والحريصين في الشمال بالتصدي لهذه الحملات، لأنها تضر بالعلاقات الأخوية وتفتك بما تبقى من روابط مزقتها الأزمات وسياسة النظام اليمني لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن ، وكما هو معلوم أن هؤلاء المحرضين لا يمثلون إلا أنفسهم وأحزابهم والجماعات التي ينتموا إليها ، لكن موقف الشماليين ضدهم كفيل بتخفيف أي احتقان قد ينشأ من سمومهم.


وبالعودة قليلاً إلى الخلف نجد أن الجنوب يقف مع الشمال في كل المنعطفات التاريخية ، وسيبقى جبهة إسناد له أن أراد حتى استعادة أرضه من جماعات الشر التي تخنق الشمال وتعطل مشواره النضالي. وبرغم ما تعرض له الجنوب من أضرار طوال أكثر من خمسة عقود مروراً بفترة الوحدة وما تلاها من احتلال، إلا إنه لا زال يتعامل بكل ممسؤولية تجاه الشمال.


مرة أخرى لإخواننا في الشمال نقول ، فكروا قليلاً وسوف تجدوا أن من يحرض ضد الجنوب هدفه الحقيقي زرع قناعة لدى الشمال بأن الجنوب هو العدو، حتى يتمكن من السيطرة المطلقة عليه بعد إحراق الحاضنة الجنوبية، تمهيداً لإعادته إلى حضن الهضبة الزيدية التي ترى في شعب الشمال مواطنين من الدرجة الثانية تحت وصايتها إلى الأبد.


اليوم أمام الشمال فرصة للتحرر بمساعدة الجنوب، ولن يكون الجنوب إلا كما عهدتموه حضناً دافئاً ودرعاً واقياً لكل الأحرار في الشمال .

نحن لا نريد للشمال إلا الخير، ونتمنى أن يقابل ذلك بالمثل، وأن يواجه كل من يريد إغلاق الأبواب في وجهه من الجماعات الدينية التي لا تؤمن بالحدود الوطنية، بل بمشاريع عابرة للحدود لن يكتب لها النجاح ، فقط سيدفع ثمنها اليمنيون على حساب مستقبلهم ومستقبل أولادهم لعقود قادمة .

لذا لابد أن تكون هناك تكتلات شعبية وحملات منظمة ضد جماعة الحوثيين وحزب الإصلاح والبراءة من تصرفاتهم ومشاريعهم الخبيثة و في حال نجح الشمال في التخلص من قوى الشر وبحسب أعتقادي أن تغييرات ديناميكية سوف تحصل وتعود الأواصر والروابط وتحد من حجم الرفض الموجود في الجنوب لصالح أي حلول عادلة تعيد للبلد استقراره وسكينته التي مزقتها مشاريع الشر والإرهاب .


ناصر المشارع