آخر تحديث :الإثنين-24 نوفمبر 2025-04:01م

في الطير آية

الأحد - 10 أغسطس 2025 - الساعة 12:23 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب



قال تعالى "*أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير*"

يدعو الله العباد إلى النظر والتفكر في خلقة الطيور التي خلقها عليها وما وهبها من القدرة على الطيران والتحليق على أبعاد متفاوتة في الجو ما يمسكها في هذه الحالة إلا الله ، تقبض أجنحتها وتبسطها تستعرض موهبتها في الطيران وكأنها تستشعر تفوقها بالطيران وتظهر من فنه ألوانا

ومن عاش في البادية ورأى الطيور وهي تطير لطلب ارزاقها وتتخذ من الأشجار سكنا لها وإذا جاء موسم التزاوج سعت في بناء أعشاشها بطريقة محكمة وفي زمن محدد فلا تضع بيضها قبل إكتمال عشها وكيف ترعى أفراخها ! ولو شاهد أسرابها تتوافد على مواطن عيشها أو موارد شربها وكيف تنبعث من أوكارها مع أنفاس الصباح الأولى مرفرفة ومزغردة تبشر الكائنات بيوم جديد ثم رأها عند رواحها لم يشك بأنها قد عادت بعد أن ملأت حواصلها وأنها قدوة للإنسان في حسن التوكل على الله رأى عجبا لا تستطيع أن تعبر عنه مخيلة شاعر أو عبارة كاتب أو ريشة رسام رأى الجمال ورأى الفن رأى الألوان والأشكال وسمع الأنغام التي تصنع منها لوحة في عالم الطيور خاصة ولوحة في عالم الأحياء عامة لقوة تأثيرها اختلطت بمشاعر الشعراء فجعلوا يتبادلون معها المشاعر ويتقاسمون الهموم والأحزان كما في مرويات الأدب العربي قول بعضهم :


رب ورقاء هتوف بالضحى * ذات شجو صدحت في فنن

ذكرت إلفا ودهرا سالفا * فبكت حزنا فهاحت حزني

فبكائي ربما أرقها * وبكاها ربما أرقني

ولقد تشكو فما أفهمها * ولقد أشكو فما تفهمني

غير أني بالجوى أعرفها * وهي أيضا بالجوى تعرفني


وإن كان للطيور علاقتها بالإنسان والكون فإنها عالم مستقل وأمة له خصوصياتها كما قال خالقها وخالق الكائنات كلها " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء " ولها عبادتها وتسبيحها الخاص بها الذي تعلمه " ألم تـرَ أن الله يسبح له من السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه " فالإشارة إليها في القرآن ذات دلالة عظيمة تدل على أن النظر والتفكر فيها يهدي إلى المزيد من الإيمان ولا يقل عن االدعوة إلى النظر في الجبال والجمال وما في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار فسبحان من له في كل شيء آية تدل على أنه واحد


محمد العاقل