آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-09:14م

صراع لا ينتهي.. الجنوب بين النقائض وضياع الوطن

الأربعاء - 06 أغسطس 2025 - الساعة 06:46 م
فضل علي العيسائي

بقلم: فضل علي العيسائي
- ارشيف الكاتب



في هذه الأرض المسماة أرض الحضارة، وتحديدًا في جنوبها الأصيل، ابتُليت الأمة بأن يتولى أمرها النقيضان، خصوصًا في العصر الحديث. فبعد التحرير من المستعمر البغيض وولادة الدولة الفتية أواخر الستينات، بدأ الصراع يتجلى بوضوح بين تيارين متناقضين: أحدهما يميني والآخر يساري. ودخل الطرفان في مواجهة حادة، لم تخلُ من العنف المسلح، بينما غابت المصلحة الوطنية عن حسابات الجميع.


استمر الصراع تحت مسميات مختلفة، من “يمين ويسار”، إلى “يسار تقدمي” و”يسار انتهازي”، ثم إلى “الطغمة والزمرة”. ومع قيام الوحدة، دخلنا في فصل جديد من التناحر: “وحدوي” في مواجهة “انفصالي”، ثم “جنوبي” ضد “شمالي”، و”شيعي” يقابل “سني”، وهكذا دواليك.


واليوم، يطل علينا صراع بنكهة مختلفة، تغلب عليه ثنائية “المنفتح والمحافظ”، و”السكارى والمطاوعة”، في مشهد سريالي تديره وترعاه أجندات إقليمية.


وكما أشرنا منذ البداية، فإن المصلحة الوطنية تظل الغائب الأكبر في كل هذه الصراعات، سواء في مسبباتها أو في نتائجها. ولهذا، فإن السؤال الذي يجب أن يُطرح على كل الأطراف المتنازعة: متى ستكون مصلحة الوطن والمواطن حاضرة في حساباتكم؟

عندها فقط، سيتمكن الشرفاء من تحديد موقفهم، واختيار الطريق الذي يخدم هذا الوطن الجريح.


العميد/ فضل البجيري العيسائي

عدن – 5 أغسطس 2025م