آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-09:27م

أين الرحمة يا قادة الوطن؟

الإثنين - 04 أغسطس 2025 - الساعة 10:46 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


ذات يوم، ذهبت إلى مطعم لتناول وجبة الغداء، وفوجدت طفلاً لا يتجاوز عمره العاشرة، يتخذ من الرصيف المجاور للمطعم مكاناً ، يقف وأمامه ميزان صغير يعرض وزن من يرغب مقابل مبلغ زهيد، ليعمل كعامل صغير يساهم في إعالة أسرته. سألته عن سبب عمله، فكانت إجابته باختصار: "أساعد والدي في المصاريف".

*المثير ان الطفل وضع صورتي ترامب ونتنياهو على سطح الميزان كي يدوسهما كل من وضع قدمية على الميزان، وكأن عنده حسن شعوري تجاه اهله في فلسطين فيحارب اعدائهم بما استطاع .. واره قد تفوق على حكام العرب في الانسانية والقيم النبيلة التي يفتقدونها.*


تملكني الحزن الشديد لما وصلت إليه حال الكثير من الأسر، حيث الفقر المدقع يدفع الأطفال إلى العمل، ويجعل منهم أدوات للرزق بدل أن يكونوا أمل المستقبل.

تساءلت حينها: هل ذهبت الرحمة من قلوب القائمين على أمر هذا الوطن المنكوب ببعض ابنائه.؟

هل غابت الإنسانية عن من يتولون مسؤولية قيادة هذا الوطن، الذي يعاني من أزمات متراكمة، وأوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة؟


إن الرحمة ليست مجرد كلمة تُقال، بل هي فعل يُترجم إلى سياسات حقيقية تهدف إلى حماية الأطفال، وتوفير فرص العمل، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

فهل من المعقول أن نرى أطفالنا يُشغلون في ظروف قاسية، بينما قادتنا يتحدثون عن التنمية والتقدم الوهمي.؟


إنها دعوة صادقة لكل من يحمل مسؤولية هذا الوطن، أن يعيدوا للرحمة مكانتها في قلوبهم، وأن يضعوا مصلحة المواطن، خاصة الأطفال، على رأس أولوياتهم.

فالوطن الذي يفتقد الرحمة، يفقد إنسانيته، ويصبح مجرد جغرافيا بلهاء مرسوم على الخريطة، لا يختلف عن أي مكان آخر يعاني من الإهمال والتجاهل.

متى يتعافى الوطن، ويصلح حال المواطن الذي أعيته ظروف الزمان، وأرهقه الفقر والبطالة، وأصبح يبحث عن لقمة عيش كريمة، حتى لو على حساب براءته وطفولته؟


فلنقف جميعًا، ونعمل على أن يكون مستقبل أطفالنا أكثر أمانًا ورحمة، قبل أن تتلاشى آخر بقايا الإنسانية في وطننا العزيز.