آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-09:27م

مأساة الجنوب ..تاريخ طويل من الفشل والتدهور.!!

الأحد - 03 أغسطس 2025 - الساعة 09:21 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


منذ عام 1967م، وشعب الجنوب يعاني من أزمة عميقة تتجدد باستمرار، حيث تظل العقلية الجنوبية ثابتة، لا تتطور ولا ترتقي، بل تتسم بالجمود والتكرار.

فالتاريخ السياسي للجنوب مليء بالانقلابات والصراعات التي أودت بمستقبله، بدءًا من ثورة 14 أكتوبر التي قامت بها جبهة التحرير، واستغلالها من قبل الجبهة القومية بعد أن استعانت بجيش الليوي التابع للإنجليز في عدن ، فكانت معركة الشيخ عثمان مأساوية، حيث هُزمت جبهة التحرير على يد جنود الليوي، ثم سلمت الأمور للجبهة القومية التي ولدت من رحم جبهة التحرير،وسلم الانجليز البلاد للجبهة القومية عام 1967م.

لكن الاستقلال لم يكن نهاية المآسي، بل كانت بداية لموجة من الانقلابات العسكرية والصراعات التي أدت إلى تدمير البلاد وانهاك الاقتصاد.


حتى تكللت بحرب صيف 1994م، التي لم تضع أوزارها بسبب حماقة الجنوبيين ، واستمرت الأوضاع تتدهور، حتى جاءت حرب 2015م، التي استغلها الحمقى من الجنوبيين للمطالبة بالانفصال، مع مظاهرات وشعارات تسيء للشماليين، ووصمهم بالمحتلين، رغم أن الجنوب سلم دولتهم بايديهم، هربًا من الفشل.


وفي ظل هذه الحالة، شكل الجنوبيون مجلسًا انتقاليًا، زعموا أنه مفوض عن الجنوب، واستلموا إدارة الجنوب بدعم من التحالف العربي. ومنذ أكثر من تسع سنوات، والجنوب يعاني من تدهور مستمر، حتى أوشك السكان على الموت جوعًا، مع تدمير الخدمات الأساسية،ونهب الأموال العامةوفرض الجبايات الظالمة، وتضاعفت المظالم، حتى فاقت ما كانوا يزعمون انهم يعانونها من الشمال.

( معالجة الظلم بظلم اكبر منه)


أما المأساة الحقيقية فهي أن قيادة الجنوب، بدلاً من أن تكون حامية لمصالح أبناء الجنوب، قامت بقتل وتشريد واعتقال أبناء الجنوب، متجاوزة بذلك أسوأ أنظمة الدكتاتوريات في العالم.

والأمر المخزي، والأكثر مرارة، أنهم أوعزوا لناشطيهم بتوجيه الاتهامات لمأرب بعدم تسليم الإيرادات للعاصمة عدن، رغم أن محافظ مأرب أكد أن الإيرادات محفوظة، وأنها تُصرف وفقًا للنظام والقانون، وأن اللجنة التي أرسلت إلى مأرب لم تجد إلا الوعود، وأن الحكومة أبلغتهم أن الأمر ليس بيدها، وأن الجنوب مليء بنقاط التفتيش والنهب، وستنهب الاموال قبل أن تصل إلى عدن.


وفي النهاية، يتضح أن الجنوب الموعود بالرخاء والنعم، يعاني من فساد وظلم وعصابات تحكمه، وليس من دولة حقيقية.

فهل من أمل في إصلاح يوحد الصفوف ويخفف المظالم ، أم أن المأساة ستستمر، وتظل البلاد رهينة للصراعات التي تفتك بمصير شعبها؟



المرجع:(الاستقلال الضائع. للادهل)