تمر بلادنا وخاصة في الوقت الراهن بمرحلة مفصلية، وهو ما يستدعي من كل القوى السياسية والوطنية الالتفاف حول الشرعية، وتوحيد الصف الوطني، والاتجاه نحو المشروع الواحد وهو إكمال تحرير المحافظات المحتلة والقضاء على الانقلاب الحوثي الذي تسبب بدمار اليمن وأضرّ بالحياة السياسية والثقافية، وبالنسيج الاجتماعي والوضع الاقتصادي، وبالخدمات التعليمية والصحية وكان له أثر بالغ في الإضرار بجميع المكونات الوطنية وإلى جانب ذلك هناك متغيرات تساهم في أهمية ونجاح الحسم العسكري ضد مليشيات الحوثي لصالح الشرعية والجيش اليمني، كما أن حالة الاحتقان الشعبي ضد عصابة الانقلاب في مناطق سيطرتها، خاصة مع استمرارها في منع صرف رواتب الموظفين، وفرض الجبايات المالية بالقوة، والتضييق على الحقوق والحريات، وفرض فكرها الطائفي بالقوة في المدارس والمساجد والجامعات، يعتبر عامل قوة يساهم في الحسم والقضاء على هذا السرطان الخبيث، لكن هذا يحتم على الشرعية توحيد قرارها السياسي والعسكري.
اللقاءات التي عقدت بالأمس الأربعاء والخميس في العاصمة المؤقتة وحضرها الفريق الركن د. صغير بن عزيز، رئيس هيئة الاركان العامة قائد العمليات المشتركة لقوات دعم الشرعية، لها أبعاد سياسية وعسكرية، وتؤسس لمرحلة جديدة تشمل كافة المجالات وفي مقدمتها المجال العسكري، وتعزيز الإمكانات والقدرات العسكرية للجيش ووحداته العسكرية ضد الانقلاب الحوثي.
ما يميز هذه اللقاءات والاجتماعات التي حضرها الفريق الركن د. صغير بن عزيز، رئيس هيئة الاركان العامة قائد العمليات المشتركة لقوات دعم الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن، مع عدد من أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، هو اللقاء بالقائد اللواء عيدروس الزبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي، الذي عقد اجتماعا موسعا في العاصمة المؤقتة عدن، ضم رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز وعددا من القيادات في وزارة الدفاع وهيئاتها المختلفة، لمناقشة المستجدات العسكرية والتطورات الميدانية في عدد من مناطق العمليات.
القارئ لخطاب القائد الزبيدي الذي نُشر مقتطفات منه يجد رسائل عسكرية وسياسية قوية حيث أشار "أن المعركة القادمة ليست مجرد نزاع عابر، بل معركة كرامة وسيادة، ولحظة تاريخية فاصلة لا تحتمل التردد، ولا مجال فيها إلا لأحد خيارين: النصر أو الشهادة".
ولم يتوقف اللواء الزبيدي عند ذلك بل شدد على أن المعركة مع مليشيا الحوثي هي مسؤولية وطنية مشتركة، ودعى إلى توحيد الصف وتعزيز التنسيق بين كافة التشكيلات العسكرية، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق النصر وإنهاء خطر التمدد الإيراني في اليمن والمنطقة وقطع أذرعه.
رئيس هيئة الأركان ألتقى أيضا برئيس مجلس الوزراء، وبعضو مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي وحضر اللقاء عدد من قيادات وزارة الدفاع .. حيث ناقشت الاجتماعات جملة من المواضيع ولعل من أبرزها أهمية رفع كفاءة الجيش بكافة أفرعه، والارتقاء بمستوى التدريب والتأهيل والجاهزية طبقا للتحديات.
خلاصة القول أن المتغيرات الاقتصادية واللقاءات السياسية والعسكرية تشير إلى أن هناك مرحلة مقبلة بعزم أقوى وفيها من اليقظة والانضباط والتخطيط المشترك، ستحدد ملامح مستقبل اليمن وأمنه القومي.