مدير من طراز فريد .. تجربة في أرشيف مرفق حكومي بأبين

صباح هذا اليوم، زرت أحد المكاتب التنفيذية في محافظة أبين. وبينما كنت في أحد المكاتب، لاحظت مجموعة من الموظفين يعملون بجد على تنظيم الأرشيف الخاص بالإدارة. وخلال وجودي هناك، استوقفتني شكوى إحدى الموظفات، التي عبرت عن استيائها من سوء تنظيم وتوزيع الإجراءات المتعلقة بملفات العمل، نتيجة لغياب فهم واضح لمهام إدارة الأرشيف.

تساءلت حينها، فقلت لها: "ألم يخضع من يقوم بهذه المهمة لدورة تدريبية تؤهله لفهمها؟"

أجابت قائلة: "في الحقيقة، أغلب من يعمل هنا ليسوا موظفين أساسيين، بل يعملون بعقود مؤقتة، وحينما يكتسبون الخبرة، يبحثون عن وظائف أفضل ويغادرون إلى حيث يجدون مصدر دخل أكثر استقراراً."

وخلال حديثنا، دخل أحد مدراء المكاتب في مديريات المحافظة، وهو من المدراء الذين يشهد لهم بالنشاط والكفاءة. فرحبت به الموظفة قائلة: "أهلاً بالمدير النشيط!"

فقلت لها ممازحاً: "كيف تصفينه بالنشيط وأنت تعملين في المحافظة وهو في إحدى المديريات؟"

فأجابت: "لقد عملت معه من قبل، وهو شخص رؤوف بالعاملين والموظفين، يتابع أوضاعهم المهنية ويهتم بحقوقهم."

فأضفت معقّباً: "من خلال توصيفك له، يبدو كأنه يشبه القطة حينما تلد، تنتقل بأولادها من مكان لآخر حرصاً عليهم من الخطر."

وقد وجدت بالفعل أنه يتميز بمتابعة مستمرة، وحرص شديد على تطوير أداء فريقه، وفهمهم الكامل لمهامهم، وضمان حقوقهم الوظيفية.

ما أحوجنا اليوم إلى مثل هذه القيادات الإدارية التي تملأ موقعها بجدارة، وتسهم في تحسين بيئة العمل، وتطوير الأداء المؤسسي والوظيفي بشكل ملحوظ.