حين نقول إن البلاد طاردة للكوادر فنحن لا نبالغ، بل نحكي عن وجع حقيقي.
ها هي الدكتورة ليلى عكوش شاهدة جديدة على هذا العبث، فقط لأنها اختارت أن تعمل بصمت وأن تصنع فارقًا في زمن الجمود، لكنها دفعت الثمن.
حينما قررت إقامة مؤتمر طبي، ظنّت أن خدمة الناس ستكون درعها، لكنها اصطدمت بجدار خفي من المضايقات والعراقيل والتحريض، حتى وصل الأمر إلى التهديد العلني والدفع لإفشال المؤتمر وتحريض داعميه.
هل سألتم أنفسكم لماذا؟
لأن نجاحها يفضح عجزهم، لأن حضورها يعري غيابهم، لأنهم لا يريدون من يرفع الرأس، بل من يخفض الصوت ويصفق، ثم ينتظر الفتات.
شيء ما في هذه البلاد يكره النهوض، شيئًا ما يطارد كل يد نزيهة، وكل فكر متحرر من عباءة التسييس والتطبيل.
نعم، هناك من يرتعب من النجاح.
من لا يطيق رؤية امرأة تمضي بوعيها وبكفاءتها دون أن تطأ بقدمها أوكار النفوذ والتطبيل.
لذلك، من يستغل سلطته لمحاربة الكفاءات يجب أن يُحاسب لا بصفته مسؤولًا، بل كمجرم يعيق النهوض ويُعمّق الفشل.
من سيحاسبهم على كل فكرة تم خنقها، وكل مبادرة تم وأدها، وكل مؤتمر حاولوا إفشاله فقط لأنهم لا يحبون النهوض؟
دون ذلك، سنظل نرقع السقف وهم يهدمون الأساس.