آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-05:55م

لا لتكميم أفواه الشرفاء...

السبت - 19 يوليو 2025 - الساعة 10:52 م
محمد عبدالله المارم

بقلم: محمد عبدالله المارم
- ارشيف الكاتب


هل بات مصير من يواجه الفساد بكلمة حق وموقف صلب هو الاستدعاء القسري؟

في وطنٍ طالما حلمنا أن يُبنى على أسس العدالة والنزاهة،

لا يجوز أن تُكمّم فيه أفواه الشرفاء أو يُلاحَق فيه أصحاب الضمائر الحيّة. فعندما تتحوّل المواجهة الصادقة للفساد إلى تهمة وتُقابَل الكلمة الحرة بالقمع فذلك مؤشر على اختلال المعايير وانحراف الدولة ((العميقة)) عن جوهرها الأخلاقي.


هناك أقلامٌ عصيّة على الانكسار وأصوات لا تصمت ومواقف لا تساوم، لأنها اختارت الاصطفاف مع الناس والبقاء في خندقهم. وكان أحمد فرج أبو خليفة أحد تلك الأصوات النزيهة التي لم تتراجع، ولم تساوم، بل ظلّت ثابتة على المبدأ، وفية لقضايا هذا الوطن.


أن يُستدعى رجلٌ كرّس قلمه للدفاع عن المظلومين، ووقف بجانب الناس في زمن الشدة، فذلك لا يُعد مساءلة، بل طعنٌ في قيم العدالة ورسالة مفادها أن الصوت النزيه بات مرفوضًا، بينما يسرح الفاسدون وينهبون بلا حسيب ولا رقيب.


من المعيب أن يُلاحَق الشريف بينما تُغلق ملفات النهب والفساد، وكأن العدالة لا تطال إلا من تجرّأ على قول الحقيقة، أما من أفسدوا وتسببوا في أوجاع الناس، فلا يُقترب منهم!


ما هكذا تُبنى الأوطان ولا هكذا يُصان العدل.


الرجل الذي نتحدث عنه ليس اسمًا عابرًا في قائمة النشطاء. ((إنه أحمد فرج أبو خليفة))رمزٌ للثبات والنزاهة، رجلٌ لم يبع قلمه، ولم يُبدّل موقفه، ظلّ صادقًا في كلمته، شجاعًا في رأيه، لا يساير الباطل، ولا يسكت عن الظلم.


لم يكن تابعًا لأحد، ولم يسعَ لمنصب أو مصلحة، بل انطلق صوته من ضميرٍ حي، وسخّر قلمه لخدمة الناس. قاوم الفساد بالكلمة، وواجه الانحراف بالحرف، وبقي وفيًّا لمبادئه حتى اللحظة.


سنواتٍ ظلّ شوكةً في خاصرة الفساد، لا يسكت، ولا يُجامل، ولا ينحني.

واليوم يُستهدف، لا لأنه ارتكب جرمًا، بل لأنه كتب، لأنه قال (لا) للباطل، ورفض أن يكون شاهد زور.


سيرته ناصعة، ومكانته محفوظة في قلوب الناس. وإن كان هذا هو جزاء الشرفاء، فالمشكلة ليست في الاستدعاء، بل في الزمن نفسه، زمنٍ أصبح فيه الفاسد فوق القانون، والشريف موضع اتهام.


في الختام:

ونقولها بكل وضوح:

حاكِموا الفاسدين لا الكُتّاب.

لاحِقوا من سرقوا الوطن لا من دافعوا عنه بالكلمة.


دعوا الشرفاء وشأنهم، فما بقي لهذا الوطن سوى أقلامهم الحرة ومواقفهم الصادقة.


كفى تكميمًا... كفى إسكاتًا... كفى ظلمًا لأصحاب المواقف الثابتة.


محمد عبدالله المارم القميشي

2025/7/17