آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-03:39م

صرخة متأخرة في زمن الغرق .. الجنوب بين الصحوة والانكسار

الجمعة - 18 يوليو 2025 - الساعة 01:07 م
محفوظ كرامه

بقلم: محفوظ كرامه
- ارشيف الكاتب


في لحظةٍ بدا فيها الصمت جريمة، كتب السياسي "بن فريد" تغريدة مثيرة للجدل تحت عنوان: _"يبدو أننا خُدعنا"_ ، اختصر فيها وجع المرحلة وأسئلة المستقبل. وجاء تعليق الكاتب *ياسر الأعسم* على هذه الصرخة متقداً بالحس الصحفي والذاكرة السياسية، كاشفًا عن عمق الخيبة التي تعصف بالجنوب ونخبه، وعن اللحظة التي فاتت دون أن تُقال فيها كلمة "لا".


يقول الأعسم موجهًا خطابه إلى بن فريد:

"براءة الذمة هذه، كانت ستشفع لك لو قيلت قبل سنوات، حين كان الناس بأمسّ الحاجة إلى موقف شجاع قد ينقذهم من البلل، لا أن تأتي ونحن على شفير الغرق، على بعد فركة كعب من باب اليمن."


ويضيف:

"كنا سنحترم موقفك، ونعفيك كفيلسوف للقضية من شبهة الانتهازية. أما الآن، فصرختك المتأخرة نحسبها لحظة مصارحة مع الذات، لا أكثر."


في خضم التحولات، يرصد الأعسم تغير المواقف، مشيرًا إلى أن الجعدي "شمّها خامضة" مبكرًا، فقفز من السفينة أولًا، فيما بدأ آخرون – وعلى رأسهم بن فريد – تجهيز أنفسهم للقفز بعدما أصبح الغرق وشيكًا.


وقد انقلب الخبر، بحسب الأعسم، فالمؤشرات صارت سلبية، والورطة عويصة، والسراجات طافية، أما "العفاشيون" الذين يجيدون اللعب على تناقضات المرحلة، فأشارتهم الآن خضراء... ومستعدة للعبور.


وفي إشارة لافتة، يدعو الأعسم من لا يستطيع قراءة ما بين السطور، إلى مراجعة عدد صحيفة الأيام العدنية الصادر يوم أمس، حيث وردت تلميحات خطيرة، قد يكون القائد عيدروس احتفظ بها لنفسه، ولم يبح بها خلال لقائه بقيادات المجلس الانتقالي.


ويتابع الأعسم بلهجة لا تخلو من السخرية:

"يبدو أنهم يجهزون 'أحمد'. وفي هذه الحالة، ليس أمام الجنوبيين سوى خيارين كلاهما مرّ: إما أن يجهزوا 'الشنفرة' مع التايرات، أو أن يحزموا 'بقشهم' ويتهيأوا للرحيل إلى الباب."


ثم يختم مقاله بنبرة حزينة وواقعية:

"كالعادة، سنفتح دفاترنا، والعاجز يغش من الفاشل... من البيض إلى عيدروس. يا جنوب لا تحزن. الجنوب رايح، وشطارة 'مخدر راجع'، وحانب بالمعلمين."