آخر تحديث :السبت-19 يوليو 2025-12:47ص

اليمن.. حين يتحول الوطن إلى وجع

الخميس - 17 يوليو 2025 - الساعة 08:33 م
دنيا الخامري

بقلم: دنيا الخامري
- ارشيف الكاتب


دنيا الخامري

حين يتحول الوطن إلى ساحة حرب، تصبح الأحلام لاجئة في خيام من قهر..

لأكثر من عقد من الزمان، لم يعرف اليمنيون طعم الاستقرار، كل صباح يحمل معه هماً جديداً، وكل مساء يختم يوماً آخر من الصراع، وكأن الزمن قد قرر أن يبطئ سيره هنا، ليُثقل كاهل الناس أكثر. الحرب لم تفرّق بين طفل وشيخ، ولا بين أمٍّ وأب، الجميع شركاء في الألم، بلا استثناء.

ما كان في الأمس القريب طعاماً بسيطاً على موائد اليمنيين، أصبح اليوم حُلماً في بعض البيوت. ارتفاع الأسعار، وانقطاع الرواتب وتأخرها، والبطالة، دفعت كثيرين للبحث عن الطعام في النفايات، أو انتظار معونات المنظمات الإغاثية وكل ذلك من أجل كسرة خبز! هم لا يبحثون عن الرفاه، فقط يطلبون الحياة، وهذا أبسط حق لم يعد متاحاً. ففي وطني، تحول الخوف إلى جغرافيا، والقهر إلى لغة يتحدث بها الجميع والحزن نشيداً وطنياً..

اليمن ياسادة لا يحتاج فقط إلى المعونات والمساعدات أو التعاطف، بل إلى نظرة إنسانية حقيقية. السلام هو مخرج الوطن من نفق الألم ويُنهي سنوات القهر، يحتاج إلى دعم الجهود الإنسانية التي تلامس حياة الناس على الأرض، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة. اليمن يستحق أكثر من مجرد التعاطف، يستحق أن يُعيد له العالم كرامته وأمانه وحياته.

كان اليمن يُعرف باليمن السعيد... أما اليوم، يرزح تحت وطأة الحرب التي التهمت كل شيء: البيوت والأحلام والمدارس وحتى القلوب. هل سمعتم عن بلدٍ صار الجوع فيه خبز الناس اليومي؟!