آخر تحديث :الإثنين-22 ديسمبر 2025-11:42م
أخبار وتقارير

إياد قاسم: قيام دولة مستقرة في الجنوب مصلحة مباشرة للشمال ومعركة استعادة الدولة

الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - 10:06 م بتوقيت عدن
إياد قاسم: قيام دولة مستقرة في الجنوب مصلحة مباشرة للشمال ومعركة استعادة الدولة
عدن الغد/ خاص

قال الكاتب إياد قاسم، رئيس مركز ساوث 24 للأخبار والدراسات، إن تصوير قيام دولة مستقرة في جنوب اليمن بوصفه مكسبًا جنوبيًا خالصًا أو مشروعًا صفريًا على حساب الشمال، يتجاهل حقيقة عملية وبسيطة، مفادها أن استقرار الجنوب يمثل مصلحة مباشرة للشماليين الذين يسعون فعليًا إلى إنهاء سلطة الحوثيين وتحرير الشمال.


وأوضح قاسم أن الشمال لم يخسر خلال سنوات الحرب بسبب قوة الحوثيين وحدها، بل نتيجة غياب الدولة القادرة على إدارة الحرب سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى أن المعارك التي خيضت دون قاعدة خلفية آمنة وشرعية واضحة كانت محكومة بالفشل منذ بدايتها.


وأضاف أن أي مواجهة جادة مع الحوثيين لا يمكن فصلها عن سؤال القاعدة الخلفية: من أين تُدار الحرب؟ ومن يحميها؟ وبأي شرعية؟ معتبرًا أن قيام دولة مستقرة في الجنوب يقدم إجابة عملية على هذه الأسئلة، عبر مؤسسات فاعلة، وحدود واضحة، وقدرة على ضبط الأرض وبناء شراكات خارجية، بما يمنع إدارة الحرب من فراغ أو من مساحة رخوة قابلة للاختراق.


وبيّن رئيس مركز ساوث 24 أن أبناء تعز ومأرب وإب والبيضاء والساحل الغربي دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب تشويش العدو، حيث ظل الحوثي خصمًا واضحًا على الأرض، بينما تشتت خصومه سياسيًا بين صراعات هوية ونزاعات شرعية وخلافات داخل المعسكر الواحد. وأكد أن استقرار الجنوب ينهي هذا الالتباس، عبر إخراج صراعه من معادلة الحرب في الشمال وحصر الخصومة في مسارها الصحيح.


وأشار قاسم إلى أن وجود دولة مستقرة في الجنوب يغيّر نظرة المجتمع الدولي للصراع، إذ يخفف مخاوف مرحلة ما بعد سقوط صنعاء، ويثبت أن التفكك ليس قدرًا محتومًا، وأن بناء الدولة ممكن، وأن هزيمة الحوثي لا تعني بالضرورة الانزلاق إلى فوضى أوسع، رغم تهديداته للملاحة والمصالح الدولية.


كما لفت إلى أن الحوثي استفاد طويلًا من فوضى خصومه واستخدم انقسامهم خطابًا دعائيًا لتقديم نفسه كبديل مستقر، إلا أن نجاح دولة جنوبية تعمل وتنجح يجرّد هذا الخطاب من مضمونه، ويعزل الحوثي بوصفه سلطة أمر واقع تفتقر إلى المبرر الوطني والأخلاقي.


وختم إياد قاسم، رئيس مركز ساوث 24 للأخبار والدراسات، بالتأكيد على أن بقاء الجنوب رهينة داخل دولة فاشلة لم يفد الشمال، بل أطال أمد الحرب واستنزف الموارد، معتبرًا أن جنوبًا مستقرًا بحدود واضحة وشريكًا سياسيًا مسؤولًا يمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء معركة الشمال على أسس واقعية، لا تهديدًا لها، مشددًا على أن الخلاصة هي حسابات مصلحة وقوة، لا مواقف أيديولوجية أو عاطفية.