آخر تحديث :الأحد-13 يوليو 2025-09:44م

توطين المنتجات خطوة هامة نحو الإكتفاء الذاتي

الأحد - 13 يوليو 2025 - الساعة 07:10 ص
رستم عبدالله

بقلم: رستم عبدالله
- ارشيف الكاتب


توطين مأخوذة من الوطن، وهو المكان الذي ينشأ فيه المواطن وهو أرض أجداده وآبائه، والذي يجب أن ندافع عنه بكل غال ونفيس، وتوطين الإنتاج المحلي يعني تنمية قدرات الصناعات المحلية وزيادة الاعتماد على المنتجات المصنعة داخل البلد بدلًا من إستيرادها من الخارج وكذلك الاعتماد على المنتجات الزراعية من خيرات أرضنا وطبيعتها وعدم إستيراد الفواكه والخضروات والاعلاف.. ومشتقاتها من الخارج. والأمر أيضًا بالنسبة للثروة الحيوانية من المواشي والأنغام والدجاج، ومشتقاتها من الأجبان والألبان، يجب تشجيع مربي الحيوانات والماشية الوطنيين، وذلك بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على المستورد من الأسواق الخارجية، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويشجع الصناع والمزارعين والحرفيين اليمنيين ومربي المواشي والدواجن، ويوفر فرص عمل واستثمارات محلية، ويقوي عجلة الاقتصاد والتنمية والتنمية المستدامة.

والمتأمل جيدًا في حال الدول الاقتصادية الكبرى وما وصلت إليه من نمو وطفرة إقتصادية كبرى، يجد وراء كل ذلك قصة توطين ناجحة ومسؤولة للمنتجات الوطنية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. فنجد على سبيل المثال لا الحصر دولًا مثل التنين الصيني عملاق قارة اسيا الاقتصادي، منذ أقل من نصف قرن كانت ترزح تحت الديون والفقر والبطالة، قبل أن تتبني سياسة توطين الانتاج وتشجع الصناعة المحلية والزراعة وتدعم المزارعين وتعزيز الانتاج المحلي، ومثلها الولايات المتحدة عملت على تعزيز الانتاج المحلي في الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا، وأيضًا الهند الذي طبقات سياسة توطين منتجاتها المحلية تحت شعار "صنع في الهند وماليزيا وسنغافورة ومصر والسعودية والمغرب، وهلم جر من الدول السريعة النمو التي حذت حذو التوطين. وتشجيع المنتج المحلي تجارب ناجحة لدول من العالم الثالث أنتهجت التوطين، وآمنت به ورسخت لدى مواطنيها ثقافة التوطين والولاء للمنتج الوطني، وسعت حثيثًا نحو الدعم والتشجيع الكامل مؤمنة بأنها قادرة على إحداث التغيير عبر نشر الوعي بأهمية توطين المنتجات ونشر ثقافة الولاء للمنتج الوطني، وجنبًا إلى جنب دعم الحكومة وولاء وثقة المواطنين بالمنتج الوطني.

يجب علينا كشريحة كتاب ومثقفين أن نسهم في نشر ثقافة التوطين وتشجيع المنتج الوطني والولاء له في الثقافة الجمعية اليمنية، وتحضرنا هنا بيت شعري قديم لصديقي العزيز الشاعر خالد المقطري حفظه الله:

"إن الولاء مصل لو علمت بسره لحقنته بوريد كل يماني في حملة تسعى لتحصين الورى وتشيع حب الأرض في الإنسان".

قد لا يكون التوطين عند مستوى الطموح أو يواجه صعوبات بادي الأمر، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وأول الغيث قطرة لكن مع العزيمة والإصرار وتضافرنا جميعا حكومة ومنتجين ومستهلكين سنشد أزر بعض وسننحح بعون الله، ولنتامل جيدًا في حجم الأرباح التي سنحرزها لتوطين المنتجات وتقليل الاعتماد على الخارج وعلى الاستيراد:

_ توفير فرص عمل ومحاربة البطالة وتنمية المهارات عبر التدريب والتطوير المهني.

_ إنعاش الأسواق المحلية واستمرار المصانع، ومعامل التصنيع والمؤسسات التجارية في العمل وعدم إغلاقها بسبب تدفق المنتجات المستوردة المنافسة رخيصة الأسعار ورديئة الجودة.

_ إستقلالية قرارات ومواقف الوطن من التبعية طبقًا المقولة الشائعة "أنت تملك قوتك تملك قرارك".

_ تحقيق الإكتفاء الذاتي الذي يحقق للوطن الأمن والاستقرار وعدم الاعتماد على ما ينتجه الغير.

_ تحسين الميزان التجاري وتحقيق ربحية أعلى للتبادل الاقتصادي وتعزيز العملة الوطنية.


أخيرًا يؤدي توطين المنتج الوطني إلى تشجيع الابتكار والاختراع والتحسين التكنولوجي عبر تحفيز التفكير الابداعي، والابتكار في السوق المحلية، وهناك أشياء كثر لا تحصى حتما سيحدثها الأثر الطيب لتوطين المنتج الوطني. لايمكنني أحصيها في هذه العجالة، ويدركها أكثر مني خبراء الاقتصاد والتنمية ختامًا أتمنى أن يصبح التوطين وتشجيع المنتج الوطني، ثقافة مجتمعية تترسخ كل يوم.