تثير مسألة تولي مناصب في وزارة الشباب والرياضة من قبل لاعبي كرة القدم جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام الرياضية، ومن هذا الجدل يطرح السؤال نفسه بقوة: هل يكفي تاريخ حافل في الملاعب لتولي منصبًا بالوزارة؟ الإجابة المنطقية التي يفرضها الواقع، نظرًا لمقومات الإدارة الحديثة، هي لا.
إن وزارة الشباب والرياضة اسم يتجاوز بكثير نطاق كرة القدم، فهي معنية بالشباب في كافة المجالات الإبداعية ثقافيًا وفنيًا، وتهتم بصقل المواهب الشابة في الفنون التشكيلية، المسرح، الموسيقى، الأدب، والابتكار العلمي التكنولوجي وغيرها. مهمة الوزارة هي بناء جيل واعٍ ومثقف ومبدع قادر على المساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع، وهذه المهمة تتطلب إدارة واعية ومؤهلة.
الإدارة فن وعلم، ولا يمكن لأي شخص أن ينجح في هذا المجال دون أن يمتلك المهارات والخبرات اللازمة. إن لكل مجال كفاءته ومؤهلاته، وليس كل من لعب كرة قدم يصلح موظفًا إداريًا في الوزارة، فما بالك بمنصب الوزير؟
نحن نختلف مع الوزير في مركزية إدارته للوزارة وعدم إعطاء صلاحيات للوكلاء للعمل بروح الفريق الواحد. هذه الروح التي تضمن توزيع الأدوار والمسؤوليات للاستفادة من الكوادر والخبرات المتنوعة لتحقيق الأهداف الموكلة للوزارة بكفاءة وفعالية عالية.
لذا، ندعو الأخ الوزير إلى إعادة النظر في معايير الاختيار لضمان مستقبل أفضل لشبابنا ورياضتنا، بعيدًا عن أي مفاهيم خاطئة وتصورات قاصرة. كما سنناقش في مقال قادم الحزبية والعنصرية التي تسود الوزارة، وسنعمل على تقديم رؤية واضحة حول كيفية تحسين أداء الوزارة وتطويرها.
حسين البهام