في أوقات الشدائد تظهر المعادن الحقيقية، وفي خضم المعركة الوطنية الكبرى لاستعادة الدولة والجمهورية، تتكشف الوجوه وتسقط الأقنعة، ويبرز من بين الصفوف من جعلوا من أنفسهم أوصياء على الوطنية، يمنحونها لمن يشاؤون، وينزعونها عن من يخالفهم التوجه أو يعرقل مشاريعهم الصغيرة ومصالحهم الضيقة.
موجة من الخطاب المسموم والتشويه الممنهج يقودها بعض السياسيين والإعلاميين، الذين أعماهم الحقد وأغلقت عقولهم أمام الحقائق. هؤلاء، لا يتوانون عن توزيع صكوك الوطنية على أنفسهم ومكوناتهم، بينما يُكفّرون من يختلف معهم في الرأي أو المنهج، بل ويتهمونه بالخيانة والعمالة، وهم أولى بها وأحق.
عند التأمل في أقوالهم وأفعالهم وتوجهاتهم تجد أنها لا تخدم سوى أعداء الوطن، وأن ما يرمون به غيرهم من اتهامات ينطبق عليهم حرفياً. وبدلاً من أن يوحّدوا الصف الوطني في وجه الميليشيات الحوثية، تجدهم يسعون بكل ما أوتوا من خبث إلى شق الصف الجمهوري، وعرقلة الجهود المخلصة التي يقودها رجال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه.
ومن أبرز المستهدفين بحملات التشويه والتحريض، العميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي. حيث يتعرض الرجل لهجمات شرسة من أطراف مختلفة، بعضها معلن الولاء للعصابة الحوثية ولا لوم عليهم، فهم يدركون تماماً أن العميد طارق صالح يقود قوة عسكرية منظمة ومهنية قادرة على الإطاحة بسلطتهم في وقت قياسي. ويعلمون، كما يعلم الجميع، أن لولا التدخلات الدولية التي أوقفت زحف القوات المشتركة في الحديدة، لكانت الميليشيات الحوثية في خبر كان.
غير أن المستغرب بل والمشين، أن نرى سياسيين وإعلاميين محسوبين على الشرعية ذاتها، ينخرطون في ذات الحملة، ويصبون جام غضبهم وحقدهم على العميد طارق صالح، متجاهلين ما حققه من إنجازات على مختلف المستويات، العسكرية والأمنية والتنموية والخدمية.
لقد شاهد الجميع كيف حاول هؤلاء عرقلة نشوء المقاومة الوطنية، وكيف سعوا إلى تشويهها والتقليل من شأنها عبر أدواتهم الإعلامية، وكيف حاولوا التحرش بها والتحريض عليها عبر ذرائع واهية ومبررات لا تصمد أمام الواقع والإنجاز. هدفهم لم يكن يوماً المصلحة الوطنية، بل كان ولا يزال هو إفشال كل محاولة حقيقية لاستعادة الدولة، وتمزيق الصف الجمهوري، وإبقاء اليمن في حالة من الفوضى الدائمة التي تضمن بقاءهم كأدوات رخيصة ضمن مشاريع مشبوهة.
ورغم كل ما واجهه من تحديات، استطاع العميد طارق صالح أن يرسّخ الأمن والاستقرار في مديريات الساحل الغربي المحررة التابعة لمحافظتي تعز والحديدة، وأستطاع أن يحقق من المنجزات التنموية والخدمية ما لم يُحقق في مناطق سيطرة الشرعية ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية مجتمعة. من ميناء المخا إلى مطارها، من الطرقات إلى الجامعات، من المشاريع الصحية والتعليمية إلى المياه والكهرباء والإسكان... المخا اليوم تُعتبر نموذجاً متقدماً للمناطق المحررة، ومثالاً على ما يمكن أن ينجزه القائد الوطني حين تتوفر له النية الصادقة والرؤية الواضحة.
وتجاوزت منجزاته الساحل الغربي، لتصل إلى مديريات الحجرية ومارب والجوف وقعطبه وإلى مدينة تعز المحاصرة، حيث كان له الدور البارز في إنجاز طريق الكدحة وكسر الحصار المفروض عنها من قبل المليشيات الحوثية، ومشروع مياه الشيخ زايد بن سلطان، ودعم التعليم العام والجامعي والصحة والعديد من مؤسسات الدولة في المحافظة.
لكن رغم كل هذا، يستمر البعض في محاربته، والتحريض عليه، بل ووصل بهم الانحطاط أن يعرقلوا تنفيذ مشروع مياه الشيخ زايد المخصص لتعز، الذي تقدر تكلفته بعشرة مليون دولار، بينما يواصلون حملات الترويج ضد الرجل ومشروعه الوطني المقاوم. هؤلاء لا يرون في الحوثي عدواً، بل خصومتهم الحقيقة هي مع من يهدد مصالحهم الخاصة ويعري ارتباطاتهم ومآربهم الإجرامية.
إنها خيانة مغلّفة بشعارات براقة، وعداء للحق تحت غطاء الوطنية الزائفة. هؤلاء، وإن كانوا قلة، إلا أنهم يشكلون خنجراً مسموماً في خاصرة الشرعية، وعقبة حقيقية في طريق استعادة الدولة والجمهورية. إنهم بيادق في يد مشروع لا يريد لليمن أن تقوم له قائمة، ولا للجمهورية أن تُبعث من جديد.
لكننا على ثقة أن وعي الشعب اليمني كفيل بتمييز الخيط الأبيض من الأسود، وأن رجال الجمهورية الحقيقيين وفي مقدمتهم العميد طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قادرون، بحكمة وصلابة، على إفشال كل المؤامرات والدسائس، والمضي قدماً نحو بناء الدولة اليمنية الحرة والمستقلة، التي يسود فيها القانون، وتحترم فيها التضحيات، ويُحاكم فيها الخونة لا أن يُكافأوا.
وليعلم الجميع أن اليمن بحاجة إلى رجال أفعال لا شعارات، إلى من يصنع الأمن لا من يصرخ على الشاشات... إلى أمثال طارق صالح لا إلى المرتزقة وتجار الولاءات.