الجزء الأول
لم أكن أود التعليق حول فيديو الرئيس الأسبق علي ناصر محمد أثناء حواره مع رحمه حجيرة والذي كان صادما بكل المقاييس الوطنية والسياسية وعقب التردد قررت الكتابة
مؤكد ان الأخ علي ناصر في لحظات التجلي تلك لم يكن يعي خطورة مايقول ومترتباتها على المستويات كافة بما فيها التاريخ الذي لا يرحم
ذلك الفيديو الذي تم تناقله قزم شخصية ربما كانت تمثل انموذجا جسد الوطنية قبل ان تعصف بها الرياح الهوجاء بعيدا بسبب الصراعات الدامية التي فتكت بخيرة القيادات بجمهورية اليمن الديمقراطية
لم اصدق ما اسمع لدرجة ان البعض كان يظن انه فبركة او تلفيق عبر الذكاء الصناعي
كيف لعلي ناصر ان يتباهى بأنه خرب وسعى لإفشال انضمام جمهوريته لمجلس التعاون سيما وانه كان يمثل الرجل الأول في الدولة
اغلب من أستمع إلى مقطع الفيديو من المقابلة اصابه الذهول
لم يكن الاستياء فقط لأنه أفشل المخطط بقدر ماكان الاستهجان من قيامه شخصيا يدور لا يليق بأحد القيام به لانه سيتهم بالخيانة فكيف بمن كان ذات يوم يمثل رأس الهرم في الدولة
علي ناصر يقول انه اتصل بالارياني ولم يكن يمكنه الاتصال المباشر بعلي صالح مع انه كان ندا له وبنفس المقام بغض النظر عن التنحي او أي شيء آخر
وهذا ربما امر طبيعي من منظور صالح لأن من يتعامل مع قضية شعبه بمنظور الصفقة لا يحظى بالثقة
الارياني اخبر صالح ان لدى ناصر معلومات من شأنها ان تسهم في افشال اي نقلة تتم في وطنه ويعلن انه قام بتحركات حثيثة لإقشال الانضمام لمجلس التعاون الخليجي
أقول ماذا جنيت من البوح بذلك العمل الذي لو انك كتمته لكان افضل بكثير من افشاء سر كتمانه افضل من إفشائه او على الأقل إعلان الندم والاسف عن ذلك الفعل المشين لأنه لم يخدم في حقيقة الأمر لا الشمال ولا الجنوب
الوحدة اليمنية فشلت في الشمال والحوثي صار يتصدر المشهد
وفي الجنوب الناس نكبت بتردي الخدمات والغلاء الفاحش جراء ارتفاع الصرف والعبث بالعملة والفساد الصارخ بأغلب المرافق والفيد المريب للاخضر واليابس
أما تعلم انك لو لم تعرقل تلك الجهود لكنت حفظت لجنوبك كرامته وماء وجهه لأن الانضمام قبل اكثر من ثلاثين عاما افضل من الضم والالحاق والدخول في نظام الوصاية والبند السابع
الوضع حينها كان أفضل والانضمام كان سيحفظ الكرامة بصورة مختلفة تماما عما نحن عليه عقب الفوضى في كل شيء وتصدير ومصادرة قوت المساكين دون الاكتفاء الذاتي والمحلي
الشمال استفاد من الوحدة كثيرا لكنه خسر أعظم مكسب وهو الجمهورية التي غدت في الشمال في خبر كان عقب سيطرة المليشيات والعودة بالعجلة للخلف
اختار الصالح التحالف مع العراق والاردن ومصر وهذا حقه المشروع
بينما ناصر استكثر على وطنه ان يشهد تحالفا يتوازى مع تحالفهم لمجرد الخلاف والنكاية
لماذا لم يجتهد اي طرف بالشمال ليفشل التحالف في وطنه لماذا لم يتخابر اي طرف منهم على وطنه
لماذا تعامل ناصر مع جمهوريته على انها فرع وليست كيانا قائما بذاته
التباهى بفعل لا يستحق التباهي لانه تسبب في الحروب والصراعات بينهما وذهب ضحيته قوافل الشهداء ومازال الجنوب يدفع بخيرة شبابه ورجالاته في حروب عبثبة تكاد لاتنتهي 94/ 2011 / 2015 ومازالت الفاتورة تدفع والشباب يتناثرون في المخا ونجران وشبوة ومأرب وغيرهم ومنهم من قضى تحبه ومنهم من ينتظر فالجوع كافر وقادمون ياصنعاء وراء الالف السعودي او الدرهم الاماراتي منذ سنوات تجاوزت العشر ...
الصفقة التي تحدث عنها ونجحت فيها كارثية بكل المقاييس دمرت كل جميل مؤمل فدائرة الصراع انسعت بؤرتها كانت الصدامات بين محافظتين او ثلاث في اطار الدولة الان اتسعت رقعتها وصارت بين جمهوريتين
واليوم تنقل عبر الأخ مقراط انك لم تكن راض عن توقيعها بتلك الطريقة وتلك السرعة وان غيرك هو المتسبب في حين انك في اعترفاتك تقول انك يومها لم تنم وخططت وغيرت مجرى الأحداث عير وسائل الإعلام وان الزيارة ستتمخض عن نتائج تاريخية ...
لم يكن هناك لزمة لنبش الماضي الذي كان عليك أن تستر دورك فيه وكما يقول المثل إذا ابتليتم فاستتروا
ماالذي جنيت من افشال الوحدة الخليجية فأنت تقول انهم في نهاية الأمر اتفقوا عليك وخرجت من المولد بلا حمص
لو انك لم تفعل لحفظت تلك الصورة من الاحترام التي مؤكد انك ادركت جسامة ذلك الفعل وهو ماجعلك تتحدث بمنشور وجهته عبر الأخ مقراط عن نكبة عدن ومحافظات الجنوب وهو اشبه بالتبريرات العاجزة المغلفة بأغلفة هشة وكان الاولى ان توجهه للشعب بصورة مباشرة
وللحديث تتمة وماتنسوا الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
عفاف سالم