أنا لست خبيراً سياسياً ولا محللاً عسكرياً ولا املك معلومات خاصة عن إيران لكن من وجهة نظري أعتقد أن إيران لا تستطيع الدخول في حرب مباشرة مع أمريكا أو الغرب.
فهي تدرك تماماً أن أي مواجهة مفتوحة ستكون نهاية لنظامها ولهذا لا تجرؤ على المغامرة.
كل ما تفعله هو رفع الصوت في الإعلام وإطلاق التهديدات دون تنفيذ فعلي مؤثر..
أما بالنسبة الضربة الأخيرة التي استهدفت القاعدة الأميركية في قطر فالأرجح أنها لم تكن ردًا حقيقيًا بل هي مجرد مسرحية لحفظ ماء الوجه.
ويبدو أن الأمر تم بتفاهم مسبق فإيران كانت في مأزق فاختارت التهدئة وتراجعت عن كل مواقفها السابقة، فقط لتضمن بقاء النظام واستمرار حكم خامنئي.
تركيا على ما يبدو كانت طرفاً في هذه الترتيبات وأمريكا كانت على علم.
وقطر وافقت أن تكون هي ((الهدف الرمزي)) لهذه الضربة. ضربة بلا قتلى ولا خسائر حقيقية وكأنّها مشهد في عرض مسرحي الغرض منه فقط إظهار أن ((إيران قد ردّت)).
الاتفاق كان جاهزاً منذ اليوم الأول، لكن نتنياهو رفضه لأنه كان يريد ضربة حقيقية ضد إيران.
لاحقًا جاء ترامب ووجّه ضربات سرّية إلى منشآت نووية إيرانية، دون إعلان رسمي... وهكذا انتهى كل شيء.
*من الرابح؟ ومن الخاسر؟*
خلاصة ما حدث تتلخّص في ثلاث نقاط:
إيران: خرجت أمام جمهورها بصورة المنتصر الذي ردّ على اغتيال قادته.
إسرائيل: ضمنت أمنها الاستراتيجي ولم تعد تخشى من النووي الإيراني.
أمريكا: بقيت صاحبة الكلمة والقرار النهائي في المنطقة.
أما الخاسر الوحيد فهم الشعوب العربية التي صدّقت إيران، وعلّقت آمالها على وعود الرد والثأر والنصر القادم من طهران.
هؤلاء وحدهم من دفعوا الثمن:
دُمّرت أوطانهم
وقُتل أبناؤهم
وتدهورت حياتهم
وتبخرت أحلامهم تحت أنقاض الحروب والشعارات
والسؤال الآن:
هل ستتعلم هذه الشعوب من تجربتها؟
أم ستظلّ تصدّق وعوداً لن تتحقق وتكرر الأخطاء ذاتها التي أودت بها؟