آخر تحديث :السبت-12 يوليو 2025-10:09م

إسرائيل وأمريكا: من يقود من في الشرق الأوسط؟

الخميس - 19 يونيو 2025 - الساعة 11:11 م
اوسان بن سده

بقلم: اوسان بن سده
- ارشيف الكاتب



‏تحالف أم تبادل أدوار؟ ومن يجرّ من خلفة؟

‏في مشهد الشرق الأوسط المضطرب، لم تعد العلاقة بين ⁧‫#الولايات_المتحدة‬⁩ وإسرائيل تُقاس بمفهوم “الحليف الصغير” مقابل “الراعي الأكبر”. ⁧‫#إسرائيل‬⁩، اليوم، ليست فقط شريكًا استراتيجيًا، بل لاعب مستقل ومبادر، يضرب من الجنوب اللبناني إلى العمق الإيراني، يضغط على واشنطن، ويُعيد تشكيل أولوياتها في المنطقة.


‏في السنوات الأخيرة، رأينا إسرائيل تضرب حزب الله في سوريا ولبنان، وتستهدف منشآت إيرانية في طهران وأصفهان، وتشارك استخباراتيًا في توجيه ضربات للحوثيين في اليمن، بل ودعمت وشاركت في السر أو العلن تحركات لإضعاف وانهاء نظام الأسد.

‏كل ذلك بدعم أميركي لوجستي وسياسي… أو على الأقل، بصمت يُقرأ على أنه “تفويض مطلق”.

‏فمن يقود من؟ هل واشنطن ما زالت تُمسك بالدفة، أم أن تل أبيب صارت تُوجّه السفينة نحو شواطئ تختارها هي؟

‏وهل نحن أمام لحظة انقلاب أدوار؟ إسرائيل كعربة تتقدّم… وأميركا كمقطورة تتبعها؟


‏إسرائيل تضرب… وأميركا تغطي

‏الهجمات التي نفذتها إسرائيل خلال السنوات الأخيرة – في ⁧‫#لبنان‬⁩، ⁧‫#سوريا‬⁩، ⁧‫#اليمن‬⁩، وأخيرًا إيران لم تكن مجرد ردود فعل، بل جزء من عقيدة هجومية جديدة تُعيد تعريف قواعد الاشتباك.

‏•في سوريا: إسرائيل استهدفت مئات المواقع الإيرانية والتابعة لحزب الله، وقيادات تتبع نظام الأسد محسوبه على ايران ، ومليشيات عراقيه.

‏•في لبنان: تصفية قيادات نوعية من حزب الله، واستفزازات حدودية محسوبة، هدفها تآكل الردع المتبادل.

‏•في اليمن: وثائق وتقارير استخباراتية تؤكد تعاونًا إسرائيليًا-أميركيًا في استهداف ⁧‫#الحوثيين‬⁩، كذراع إيرانية في خاصرة ⁧‫#الخليج‬⁩.

‏•في إيران: اغتيالات عسكرية ونووية، ضربات نوعية مستمرة في قلب طهران بصمت أميركي واضح أو تواطؤ فعّال.

‏في كل هذه المشاهد، كانت واشنطن شريكًا إما بالمعلومة، أو بالدعم، أو بالصمت… ما يجعل من إسرائيل أداة تنفيذ أمريكية، لكنها أداة تفكر وتبادر.


‏اللوبي لا ينام من يحكم من في ⁧‫#واشنطن‬⁩؟

‏نفوذ إسرائيل في واشنطن ليس سرًا:

‏•أكثر من 3.8 مليار دولار سنويًا كمساعدات ثابتة.

‏•سيطرة غير رسمية على أجندة الشرق الأوسط داخل الكونغرس.

‏•هيمنة ⁦‪#AIPAC‬⁩ وأذرعه على المزاج السياسي ⁧‫#الأميركي‬⁩، خاصة في أوقات الأزمات.

‏حتى في لحظات الحرج (كما في حروب ⁧‫#غزة‬⁩ أو مجازر ⁧‫#جنين‬⁩)، كانت واشنطن تُغطي، تُبرر، أو تمنع قرارات دولية قد تُحرج ⁧‫#تل_أبيب‬⁩.

‏أصبحت إسرائيل لا تكتفي بأن تُدار من واشنطن… بل أصبحت تُدير بعض مراكز القرار من داخلها.


‏لحظات التوتر، هل تصدّعت القيادة؟

‏رغم التحالف الوثيق، شهدت العلاقة لحظات صدام:

‏•أوباما والاتفاق النووي الإيراني: تحدٍّ مباشر من ⁧‫#نتنياهو‬⁩ لإدارة ⁧‫#أوباما‬⁩، وصل إلى خطاب أمام ⁧‫#الكونغرس‬⁩ دون إذن البيت الأبيض.

‏•الحرب على غزة: تكرار انتقادات ديمقراطية لجرائم الاحتلال، ومحاولات ضغط من بعض أعضاء الكونغرس.

‏•إدارة ⁧‫#بايدن‬⁩: توتر مكتوم مع حكومة نتنياهو ، خاصة بشأن الاستيطان واليمين المتطرف.

‏ورغم ذلك، لم تتغير المعادلة: الخلاف لا يُفضي إلى قطيعة، بل يُدار ضمن حدود لا تمس جوهر العلاقة.


‏ التطبيع العربي… الاسرائيلي مقايضة القبول والاندماج في المنطقة بشروط وثمن .


‏⁧‫#الاتفاق_الإبراهيمي‬⁩ (2020) لم يكن مجرد اتفاق سلام… بل خريطة تحالف جديد ترعاه واشنطن، وتقطف ثماره الدول الموقعة واسرائيل:

‏•⁧‫#الإمارات‬⁩، ⁧‫#البحرين‬⁩، ⁧‫#المغرب‬⁩، ⁧‫#السودان‬⁩: دول طبّعت ضمن معادلة “أمن مقابل تقنية وزراعيه اتفاقيات اقتصاديه ، أو نفوذ مقابل حماية”.

‏•السعودية: الهدف الكبير… والملف الأعقد.

‏رغبة إسرائيل في جرّ ⁧‫#الرياض‬⁩ نحو التطبيع العلني ليست سرًا، لكن الثمن باهظ:

‏•برنامج نووي ⁧‫#سعودي‬⁩ مدني تحت رقابة دولية.

‏•ضمانات أمنية أميركية رسمية.

‏•وربما: تنازلات جوهرية للفلسطينيين أهمها وقف الاستيطان وحل الدولتين.


‏في هذا المشهد، إسرائيل هي من تضغط، وأميركا هي من تفاوض نيابة عنها، والعرب هم يهمهم استقرار منطقتهم وأمنها، وإعادة رسم المعادلة بالكامل وفقا للمصالح المتبادله لا التبعية.


‏وفي الأخير نتسأل من يقود العربة في هذا الطريق الملتهب؟

‏هل إسرائيل ما زالت التابع المُدلّل لواشنطن؟ أم أنها أصبحت “المهندس الإقليمي” الذي يُفصّل خرائط التحالف والصراع، وتكتفي أميركا برعاية النتائج؟


‏الحقيقة أعقد من معادلة تابع ومتبوِع.

‏إسرائيل لا تقود أميركا، لكنها تحرّك كثيرًا من أدواتها. وأميركا لا تُنفّذ دائمًا أوامر تل أبيب، لكنها تمنحها المساحة والمظلة والحصانة.

‏في النهاية، إسرائيل وواشنطن ليستا في علاقة قيادة وتبعية… بل في زواج استراتيجي قائم على تبادل النفوذ وتقاطع المصالح.

‏لكن هذا الزواج غير المتكافئ، يجعل من إسرائيل أحيانًا زوجًا يُدير بيته بصوت أعلى من حجمه الحقيقي.


‏⁧‫#أوسان_بن_سدة