آخر تحديث :الخميس-17 يوليو 2025-11:37م

شرق تائه بين نيران الاحتلال وأحلام الشعوب

الخميس - 19 يونيو 2025 - الساعة 09:39 ص
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب


إلى أين يسير شرقنا العربي اليوم؟ وهل كتب على شعوبه أن يعيشوا تحت الخوف والقلق إلى الأبد؟

شرق حائر... شرق ضائعٌ بين أحلام معلقة على أهداب اليقين وواقع ينهشه الحطام والدمار

شرق عربي بات فيه الأمان أمنية والاستقرار حلما والطموح ترفا لا يليق بالمقهورين

نحن اليوم نطرح سؤالا يبدو بسيطا في لفظه لكنه عميقٌ حدّ الغرق إلى أين يسير شرقنا العربي؟

هل ما زال من حق المواطن العربي في هذا الشرق المنكوب أن يحلم؟

هل من حقه أن يبني أسرة آمنة مطمئنة؟ أن يربي أبناءه بعيدا عن صوت المدافع وغارات الطائرات؟

هل من حقه أن يخطط لإجازة صيفية يسافر فيها لا لاجئا بل سائحا يحمل كاميرته لا بطاقة لجوء؟

وهل من المسموح له أن يستمتع بجمال الطبيعة كما خلقها الله وبمبتكرات العلم الحديث كما صنعها الإنسان دون أن تطارده فكرة الحرب أو شبح الموت أو ضجيج الطائرات المسيرة؟

الخوف يملأ النفوس... والإحباط يأكل الأحلام

الواقع المرير في شرقنا العربي لم يعد بحاجة إلى عدسات دقيقة أو تحليلاتٍ معقدة فالخوف بات المشهد اليومي المتكرر.

هذا الخوف ليس مجرد إحساس عابر بل هو خوف بنيويّ تسكنه الذاكرة الجماعية يتربص بكل بيت ويمشي مع كل إنسان ويمنع الأحلام من الإقلاع.

وكلنا نعلم السبب ونعرف من هم صانعو هذه الحالة من الرعب والإحباط.

الجواب واضح وصريح إسرائيل وإيران

في قلب الشرق تقبع إسرائيل الدولة التي لا تعرف إلا منطق الغلبة والقتل والتوسع

ومن على الأطراف تمد إيران أذرعها الطائفية وتغرس خناجرها في خاصرة كل بلد عربي عبر مليشياتها وعقائدها المشوّهة.

إسرائيل كيان زرع في جسد الأمة ليبقى سيفا مسلطا على رقاب العرب بحجة كاذبة أبدية "حماية نفسها".

لكن من يراقب يرى الحقيقة جلية إسرائيل هي المعتدي وهي التي تقصف في جبل الشيخ وتخترق الجنوب السوري وتمارس الإبادة اليومية في فلسطين.

أما إيران فقد أحرقت أحلام الشباب العربي في العراق وسوريا ولبنان واليمن

جعلت من الطوائف أدوات قتل ومن المقدسات ستارا لمشاريعها الخبيثة.

هل يمكن للراعي أن يطمئن على غنمه من الذئب دون عصاه؟

سؤال يشبه سؤالنا الأول

هل يمكن أن تعيش الشعوب في سلام دون ردع من يعتدي؟

هل تترك الأوطان بلا سلاح يحميها؟ بلا وعي يوجهها؟ بلا وحدة تمنحها القوة؟

الذئب لا يرحم وإن كان بلا أنياب فكيف إذا كان مدججا بالسلاح والعقيدة العدوانية؟

وطن بلا قوة وطن مفتوح الأبواب على الدمار.

الشرق ينتظر فجرا جديدا... فهل يطول الليل؟

رغم كل ما يمر به هذا الشرق فإن فجره لم يمح من الذاكرة

هناك قوى في الأمة لا تزال تقاوم لا تزال تحلم لا تزال تنبت في قلب الألم نبتة أمل.

الشعوب العربية رغم القهر لا تموت

وربما تأخر الرد وربما طال الليل لكن من المؤكد أن يوما ما ستندم إيران وإسرائيل على جرائمهم وستنهض شعوب الشرق من تحت الركام تمسح الغبار عن كاهلها وتكتب مستقبلها بيدها.

الشرق العربي في مفترق طرق وكل طريق منها يحمل نتائج مصيرية

إما أن تظل الشعوب أسيرة للاحتلال والطائفية والتبعية أو أن تختار طريق التحرر والكرامة والوحدة.

ما نحتاجه اليوم ليس مجرد كلمات بل إرادة... وقيادة... وشجاعة

فالشرق لا يحتاج إلى وصف حاله بل إلى من يغير هذا الحال.

ويا أهلنا في الشرق العربي لا تيأسوا

فقد عرف التاريخ العربي نكسات كثيرة لكنه دائمًا ما نهض وقاوم وانتصر.