آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-05:54م

لا إيران ولا إسرائيل.. كلاكما أعداء

الأربعاء - 18 يونيو 2025 - الساعة 05:04 م
محمد عبدالله المارم

بقلم: محمد عبدالله المارم
- ارشيف الكاتب


((اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين.))

منذ الساعات الأولى للإشتباك بين إيران وإسرائيل كثر الكلام واشتد الجدل وارتفعت الأصوات وتوزّع الناس بين مؤيدٍ ومعارضٍ:

من على حق؟ إيران أم إسرائيل؟ من نستحق أن نصفّق له ونتمنى له النصر؟ إيران أم الصهاينة؟

لكن الحقيقة واضحة ولا تحتاج إلى جدال :

فإيران عدو وإسرائيل عدو وكلاهما يعمل ضد العرب وضد النهج السُنّي منذ عقود طويلة.

وكما يقول المثل الشعبي عندنا قديما : ((جد الكلاب واحد))

لكل طرفٍ منهما مشروعه:

إيران لها مشروعها الطائفي تسعى الى نشره من خلال ميليشياتها المسلحة في العراق وسوريا واليمن ولبنان

و إسرائيل تعمل إلى توسيع احتلالها بالقوة والبطش.

وكلا المشروعين نشأ وتمدد بدعم من القوى الكبرى في غياب موقف عربي موحد.

والثمن؟

يدفعه أهلنا في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين. وغيرها.

إيران لم تأتِ بالورد إلى بغداد ولا بالحرير إلى صنعاء ولا بالبخور إلى دمشق أو بيروت.

لم تأتِ بالسلام بل بالفتنة والدمار.

أشعلت الفتن وتدخلت في شؤون الدول العربية تحت شعارات زائفة لتُخفي وجهها الحقيقي

أما إسرائيل فجرائمها لا تخفى على احد واحتلالها معروف من أيام النكبة حتى يومنا هذا.

واليوم نراهما على حافة المواجهة:

إيران تتحدث عن إمبراطوريتها القديمة وتتباهى وتسعى لتمديد نفوذها في العواصم العربية .

وإسرائيل ترفع شعار خريطة إسرائيل الكبرى ((من النيل إلى الفرات.))

فكلاهما استخدم الآخر واليوم خرج الخلاف بينهما إلى العلن.

﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾

وهذا ما نشهده الآن.

وأنا شخصيًا اتمنى أن يطول أمد هذه الحرب بينهما وأن يتعرض الطرفان لأكبر ضرر ممكن

وأن لا ينتصر أيٌ منهما لأن كليهما عدوٌ مشترك لنا فكليهما سُمّ في جسد الأمة العربية.

السؤال الأهم:

أين العرب من الصراع ؟

إلى متى نظل متفرجين؟

إلى متى نبقى في انقسامٍ وشَتات؟

أمعقولٌ أن نصفّق لطرفٍ يذبحنا ثم يزعم أنه يدافع عنا؟

بعض الأنظمة العربية للأسف الشديد تدافع عن إيران أو تقلل من خطر إسرائيل،

ونسينا أن كلاهما عدو ولا يريد لنا الخير ولا الاستقرار.

نحن اليوم بحاجة اليوم إلى مشروع عربي شامل

يرمم شتاتنا ويوحد صفوفنا.

نحتاج إلى وعي سياسي، وموقف مستقل.

حان الوقت لمشروعنا العربي الحقيقي الذي يعيد اللحمة ويوحد الموقف .

فالصراع القائم اليوم ليس من أجل القدس ولا من أجل الأمة

بل هو صراع نفوذ بين عدوّين ونحن الضحية.

وفي الختام:

فلنتركهم يتقاتلون لا خير لنا في انتصار أيٍّ منهما

ولنلتفت إلى أنفسنا.

نستيقظ ونعيد بناء ما تهدّم ونستعيد مكانتنا ونرفع رايتنا من جديد.

فهذه مسؤوليتنا، ولا أحد سيتحرك نيابةً عنّا.

فلنبدأ بأنفسنا ولنصنع مستقبلنا بأيدينا.

نسأل الله أن يحفظ الأمة العربية من كل شر، ويوحّد صفوفها، ويجمع كلمتها.