اليمن ما بعد الحرب.. حربّ أخرى. كان عنوان مقال يتناسب مع شروط مساحة الرأي، لكن الخروج بنتائج وتوصيات يتوجب إعادة صياغة العنوان الى(اليمن مابعد الحرب وإستراتيجية إعادة البناء دراسة تحليلية في الواقع والآفاق المستقبلية) ،وبالتالي فكل الصفحات السابقةلهذا العمل تعرفنا الى أسباب عدم الاستقرار الداخلي في اليمن،و مايميز هذه الأسباب ،بأنها حاضرة في كل الأوقات، إذ مازال اليمن يعاني من أزمات سياسية واقتصادية كبيرة في واقعها وتأثيرها مستمر بسبب عدم القدرة على معالجة أثاره ،سواء قبل الحرب أوبعده ،وعليه فأن أهم الاستنتاجات التي يمكن ان نسجلها خلال هذا العمل هي :
1.لايمكن بأي شكل من الأشكال إتمام عملية البناء دون وجود استراتيجية معدة لهذا الغرض ،تأخذ بنظر الأعتبار الجوانب الفكرية والمادية لجماعة( أنصار الله )في اليمن وبقية الجماعات الدينية ،وكيف نتخلص من أثارها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية بالذات.
2.لاتتحقق عملية البناء دون تخلي القوى السياسية ونخبها عن مصالحها الذاتية، وتغليبها لمصلحة الوطن العليا ،والتي ستكون دافع حقيقي لنجاح عملية الديمواقراطية ،وترسخها من جهة، وعامل مهم من عوامل مكافحة الفساد ،وإضعاف نفوذه ،وتأثيره على عملية إعادة البناء مرة أخرى .
3.مستقبل الاستقرار الداخلي في اليمن يتوقف على قدرة الأطراف الداخلية على استثمار الوضع الأقليمي والدولي ،وإتمام مصالحة وطنية ومجتمعية حقيقية ،تنهي كل مآسي الماضي، وتقود لعقد جديد من العمل المؤسسي الذي ينطوي تحت صيغ ديموقراطية حقيقية في ظل خطاب ديني وسياسي موحد ،يضع الوطن وحاضر ومستقبل أبناءه في الصداره ،لكي يتحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني و الاجتماعي للجميع في ظل ثقافة وطنية واحدة وشاملة ، لاتقصي الآخر بل على العكس تمامًا تحترم الجميع ضمن حقوق المواطنة العامة.
بالرجوع لعنوان العمل المنشور والمسمى ( اليمن ما بعد الحرب.. حربّ أخرى) ،فأن نموذج العملاق الاقتصادي في مناطق السلطة الشرعية وفق إيدولوجيا وطنية هو الكفيل في إخضاع أي عملاق عسكري منافس على الأرض لشروطها ،وذلك وفق خطط تحول الى النموذج الكوري الذي فيه الجنوبية ذهبت للعملقة الاقتصادية بخلاف النمذجة التسليحية للشمالية.
تخلص الدراسة بأن غسل أدمغة النشء بثقافة الموت والقتل سلاح ذو حدين، يهدف الى جعل التعليم العالي حصرًا على أبناء الطبقة الحاكمة ،وفي نفس الوقت جعل النشء مخزون بشري من المقاتلين المؤدلجين وفق توجهات وقرارات الحاكم.
تخلص الى أن بناء جهاز إيديوجيا الدولة اليمنية من المدرسة بكادر تعليمي مؤهل مهاري شديد الذكاء يتقاضى أعلى الرواتب كفيل برسم مسار للنشء ، بحيث يخطط من قمة هرم الدولة، كما أن نشر ثقافة الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه وفق إشهار علني وبث مباشر لتمويل الباحث تعد ذروة سنام مهام الأيديولوجياالوطنية بغسل الأدمغة بثقافة لبس روب والتخرج والطاقية والسوؤدد وجني المال والمركز المرموق فورًا.
تخلص الدراسة كذلك الى أن اكتفاء الدولة من الحبوب والخضروات والفواكة والثروة السمكية والحيوانية،ثم تطوير القطاع الصحي وإنتاج الدواء سيمهد لدخول عصر الرقمنة والأتمتة خلال عشر سنوات.
تخلص الدراسة الى أن الجمهورية اليمنية بحاجة ماسة الى الأجهزة التالية:-
1.جهاز دعم وإتخاذ القرار "جهاز الأيديولوجية الوطنية".
2.جهاز استطلاع استراتيجي من ضمن مهامه الإضافية حماية الحدود البحرية والبرية من التهريب والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحةو الإرهاب .
3.جهاز إدارة الأزمات الاقتصادية والمشاريع الاستراتيجية.
4منظومة الشكاوي الوطنية الموحدة.
5.منظومة البيانات الحكوميةالمفتوحة.
وفي الختام ..
مناطق السلطة الشرعية يجب أن تتحول الى عملاق اقتصادي وتوطن تكنولوجيا الدفاع الجوي المتطورة، وتنشر ثقافةمناقشة علنية للأبحاث والدراسات التي ترشحها الجامعات ومراكز الأبحاث ببث حي للوقائع عبر الأنترنت والتلفاز ، بل فتح باب تمويلها مباشرة (أون لاين) هو أقوى أيدلوجية وطنية ترسم بدقة ،يتزامن ذلك بتحويل أعلى ربط في سلم الأجور والمرتبات لتوظيف المعلمين وأساتذة الجامعات ،ورفع معدلات نسب قبول التحاق في كليات التربيةالى >90 مع برامج مكثفة في تعلم اللغات الانجليزية، والاسبانية ،والصينية، والروسية، والألمانية ،والفرنسية، للكادر التعليمي،وماسبق بلاشك سيكون خيار استراتيجي للدولة والأجيال القادمة وليس طوباويًا.