او بالأصح هو شر مبرم بينهما في ظل غياب السيادة ، للقضاء على المواطن الذي يئن تحت وطأة الفساد وانعدام خدمات الكهرباء والمياه والنظافة وانتشار الأمراض التي تفتك بالكبير قبل الصغير ، البنك فشل في السيطرة على تدهور سعر الريال ، والحكومة فشلت في صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين بانتظام ، وفشلت في تحصيل الإيرادات العامة كما يجب والحد من الفساد فشلت في مراقبة الأسعار وجشع التجار وتلاعبهم بالأسعار ، اصبح المواطن لا يأكل سوى وجبة او وجبتين خالية من البروتين وخالية من أهم الفيتامينات الضرورية للصحة ، المواطن يشتيوي من حرارة الصيف الحارقة تقطعت به السبل ، باع مقتنياته ، استنفذ كل امكانيات الاستدانة البعض وصلت ديونه الى ملايين الريالات ، وناس محترمة تشحت لانهم معتمدين على الرواتب ، والبعض يذهب الى المطاعم ويأخذ بقايا الاكل ليطعم به أولاد وزوجته . والله انني شاهدت قبل عيد الاضحى بيومين في سوق الحراج بالشيخ منظر تدمع له العين ، شاهدت اثاث بيوت مستخدم وأبواب ونوافذ ، غرف نوم ، غرف استقبال ، مجالس عربية ، اجهزة كهربائية اواني ملابس مستخدمة ، احتلت مساحة كبيرة أمام سوق البلدية (الماركيت) ، وقفت أسأل نفسي : معقول كل هذه الأشياء مسروقة ؟ طبعا لا ، معقول الناس تغير اثاثها في ظل هذه الظروف ؟ طبعاً لا إلا إذا كانوا من الطبقة الفاسدة وأصحاب الرواتب بالعمل الصعبة وعددهم قليل مقارنة بعامة الغلبانين الذين يبيعون أثاث منازلهم حتى يوفر وجبة رخيصة لأولاده : مرق و رغيف او روتي ، في احسن الاحوال رز تايلندي و صانونة الهواء .
الناس تطحن وتموت ببطيء ايها الفاسدون ، الناس تتعذب يا مسؤولين ، وانتم متمسكين بالكراسي من اجل الفلوس والجاه والذي منه ! .. وكل هذا زائل لن ينفعكم لا في الدنيا ولا في الآخرة ، لا تتحججوا بحجج مفضوحة و ترموا اخطائكم أسباب فشلكم على بعض ، وتتبادلون التهم . أنت أيها المسؤول الفلاني مش قادر تشتغل بأمانة واخلاص ، قدم استقالتك وامشي ، كن شجاعاً مثل د. احمد عوض بن مبارك ، الذي حاول يشتغل نجح إلى حد ما ، لكنه كان مسلوب الصلاحيات كرئيس وزراء ، لا يستطيع اتخاذ القرارات المهمة لإصلاح بعض المرافق المتعثر . و بسبب الشرومبرم الذي لاقاه ، استقالته ولبس قبعته والتيشرت حقه ومشى .
او كن المسؤول الكبير مثل د. فرج سعيد بن غانم رجل الاقتصاد والتخطيط الذي كان مندوباً لليمن في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في سويسرا ، استدعوه في مايو 1997م من جنيف ليتم تعينه رئيساً للحكومة اليمنية ، وهو قبل بشرط التمتع بكل صلاحيات وعدم التدخل العشوائي في مهامه .. بعد 11 شهر بالضبط شاف إن هناك شرومبرم كبير وان شروطه تم رميها عرض الحائط ، قدم استقالته ولبس نظارته ومشى ، عاش شريف ومات شريف نظيف اليد والسمعة .
يا سيادة دولة رئيس الوزراء سالم بن بريك ، هل تستطيع توفير الكهرباء والماء وتصرف الرواتب وتفتح المدارس وتخفف معاناة الناس ؟ شوف المنطقة تعيش حالة حرب إقليمية طاحنة قد تتوسع تؤثر على حركة التجارة العالمية ، وستحل بنا المجاعة . باختصار ! هل تستطيع مقاومة الشرومبرم ام ستأخذ اوراقك وتمشي ، وهذا اسلم .
أما مجموعة الثمانية فهي كنجيم الصباح في اغنية الشاعر القمندان :
سامِرْ على الورد والحِنّا .. نُجيمْ الصباح .
سامِرْ عل الفن والمعنى .. نُجيمْ الصباح .
وكلّما عَوَّدوا عُدْنا .. نُجيمْ الصباح
نِحْنا معاهم وهم مَعْنا .. نُجيمْ الصباح .
أعطف على الصاحب المضنى .. نُجيمْ الصباح .
واللي ما يحني حنوله .. ألا وا سيلوه وا سيلوه