آخر تحديث :السبت-05 يوليو 2025-10:46م

كلاهما عدو لنا فاحذروهم ،،،

الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - الساعة 07:43 ص
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب



كثر اللقط ، وكثر الكلام ، وكثر المِراء والجدل فيما يحصل اليوم من نزاع مسلح بين ( إيران وإسرائيل ) .


والحقيقية المرة التي لا نريد الوقوف عليها ، ولا الالتفات إليها هي ( أنَّ كلا الطرفين المتحاربين عدو لأهل السنة ) .


فلكل طرف منهما مشروعه ، ولكل طرف أطماعه ، ولك طرف أهدافه ..... وكلا الطرفين صناعة الصهيونية العالمية .


فمنذ نشأة هاتين الجرثومتين الخبيثتين في قلب العالم العربي والإسلامي وهما ينخران كيان الأمة ، ويعملان _ بالتوازي _ للنيل منها ، وتقويض وجودها ومأسي إيران في العراق ، سوريا ، ولبنان ، واليمن.....لا تغتفر . ومصائب اليهود في العالم العربي والإسلامي تفوق الخيال .


فهما متفقان على محاربة الإسلام ، مختلفان في مشروعيهما .


لذلك وصل الطرفان اليوم إلى خط النهاية، وظن كل منهما أنَّ الفرصة مواتية للإنقضاض على الآخر ، وتحقيق المكاسب الخاصة به .


فإيران الضاربة جذورها في أعماق التأريخ ....

تحلم بإعادة إمبراطوريتها القديمة .

ذلك ما صرح به قادتها ، بل ذلك ما تبجحوا به فقالوا : ( نحن نسيطر على ثلاثِ عواصم عربية ) وهذا بالطبع فتح شهيتهم لقضم مزيداً من العواصم العربية والاسلامية .


وفي الوقت ذاته ظن اليهود أن الوقت قد حان لتحقيق حلمهم بإقامة دولة إسرائيل من ( النيل إلى الفرات ) .

وهذا ما دعا النتن ياهو أن يصرٌح به علناً في أروقة الأمم المتحدة حينما أخرج خارطته المزعومة في إحدى الإجتماعات وقال - وبصوت قوي - هذه حدود إسرائيل .


عندها أخذ كل صديق يتوجس من صديقه ، ويتأبٌط به شراً ، وأخذ كل طرف يسارع الزمن لتحقيق كثيراً من المكاسب على حساب الطرف الآخر ( فدب الخلاف بينهما ) .

وصدق الله إذ يقول:

(فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) .


فكل ما يحصل اليوم من حرب مدمرة ، ومن تصفية حسابات قاسية ....

هو نتيجة طبيعة للعلاقة المشبوهة بين هذين الجسمين الخبيثين ، وانتقام إلهي لإجرامهما بحق المستضعفين في الأرض .



ومما يؤسف له أنٌ هذا

حصل ، يحصل..... ونحن ( أهل السنة ) نتجادل فيما بيننا مع أي الطرفين نقف ؟ وإلى أي من الطرفين ننحاز ؟

ذلك الحمق ، وتلك السخافة التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي ، بل ومنابر المساجد ، وإجهزة الإعلام بكل أنواعها ...

هو مؤشر- لا يحمل الشك - على أنَّنا أمة بلا مشروع ، بلا رؤية ، بلا هدف ، بدون استراتيجية سنية واضحة المعالم .


وهذا واضح من التخبط في المواقف والذي طال حتى علماء السنة ، ومفكريها ، وروادها .


ما ينبغي أن نشير إليه هنا ...

أنَّ ما يحصل هو جولة من جولات الصراع ، وسنة من سنن التدافع في الكون ..

فواجبنا هو استغلال هذه اللحظة التأريخية الفارقة من عمر الزمن ، والاستعداد الكامل لمآلات هذا الصراع الذي يبدو أنَّه سيطول ، وسيخسر الطرفان ، وسيؤدي إلى إضعافهما .


نحن لنا مشروعنا السني الكبير الذي يضم كل مسلمي العالم ، نحن لنا هويتنا ، ولنا منهجنا الوسطي المعتدل ، لنا شريعتنا الغراء ، ولنا تراثنا المحمدي النقي .


كل ذلك يفرض علينا اليوم أن نرفع الراية التي ينبغي على الجميع الإنضواء تحت ظلها .

نحن بحاجة اليوم إلى خطوات أكثر جدية للملمة الصف السني ، وإيجاد تكتلات عسكرية ، اقتصادية ، سياسية تضمن إقامة كيان سني

مواز لتلك التكلات الموجودة ، ويضمن لنا حجز مقعداً في العالم الذي سيخرج من رحم هذا الصراع المحموم بين قوى الشر .


فلندع سنة الله تعمل عملها مع الأشرار الذين أذاقونا ويلات العذاب ، ولنلتفت إلى مشروعنا الذي نأمل من خلاله أن ننهض بالأمة ، وأن نعيد مجدها ، وعزتها ، وكرامتها .


وصدق الله إذ يقول :

( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )