آخر تحديث :الأربعاء-25 يونيو 2025-08:18م

العلاجات التي يمكن إعطاؤها بأمان خلال فترة العلاج الإشعاعي بعد استئصال سرطان الثدي؟

الأحد - 15 يونيو 2025 - الساعة 02:52 م
د. اماني صالح هادي

بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


يُعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، ويُعتبر العلاج الجراحي أحد الأعمدة الأساسية في تدبيره، خاصة في المراحل المبكرة. بعد الجراحة، يُوصى غالبًا بالعلاج الإشعاعي لتقليل خطر الانتكاس الموضعي، خاصة بعد الجراحة المُحافظة على الثدي (Breast-conserving surgery). خلال فترة العلاج الإشعاعي، قد يتطلب الأمر أيضًا استخدام علاجات إضافية مثل العلاج الهرموني أو الكيماوي أو العلاجات الموجهة، مما يطرح تساؤلات مهمة حول مدى أمان وفعالية تزامن هذه العلاجات مع الإشعاع.


تردد هذا السؤال للعيادة في الفترة الأخيرة، لذا وجدت أنه من الأفضل الإجابة عنه في مقال، وبكل تأكيد فإن الكلمة لأخيرة هي للطبيب المعالج لأنه أدرى بالحالة. أذكر هنا الخطوط العامة:


أولاً: بالنسبة للعلاج الكيميائي:

لا يتم إعطاء العلاج الكيميائي في نفس الوقت مع العلاج الإشعاعي إلا بروتوكول واحد فقط وهو ال CMF وهو بروتوكول يندر استخدامه في الوقت الحالي، ولا يُنصح بإعطاء عقار الزيلودا (Capecitabine – Xeloda) ابداً أثناء العلاج الإشعاعي حيث إن ذلك يرفع من احتمالية حدوث الآثار الجانبية بشكل كبير. في حال استخدام العلاج الكيميائي-الموجه بعقار كادسيلا (Kadcyla)، يتم البدء به أيضاً بعد الانتهاء من العلاج الإشعاعي.


التزامن مع الإشعاع: التزامن بين العلاج الكيميائي والإشعاعي يُستخدم في حالات مختارة فقط، مثل سرطان الثدي الثلاثي السلبية أو في حالات متقدمة موضعيًا. لكن يُفضل عادة الفصل بينهما لتقليل التداخلات السامة، خصوصًا:

أنثراسايكلينات (مثل دوكسوروبيسين) قد تُفاقم السمية القلبية مع الإشعاع.


تاكسانات (باكليتاكسيل أو دوستيكسيل) قد تزيد من تفاعلات الجلد والرئة.


✨التوصيات

يُفضل إعطاء العلاج الكيميائي أولاً، يليه العلاج الإشعاعي، خاصة عندما يكون هناك خطر انتقالي مرتفع.

إذا لزم إعطاء الإشعاع أولاً، يجب إتمامه قبل بدء العلاج الكيميائي.


ثانياً: العلاج الهرموني بأنواعه المُختلفة:

يُمكن بدأ العلاج الهرموني بالتزامن مع العلاج الإشعاعي خاصةً في الحالات المُتقدمة موضعياً، أما في الحالات المُبكرة مثل حالة المرحلة الأولى فيُمكن تأجيل البدء بالعلاج الهرموني إلى ما بعد الانتهاء من العلاج الإشعاعي وذلك حسب توجيه الطبيب المُعالج.

1. مثبطات الأروماتاز (Aromatase Inhibitors)


مثل: ليتروزول، أناستروزول، إكسيميستان


تُستخدم غالبًا في النساء بعد انقطاع الطمث.

السلامة أثناء الإشعاع: تشير الدراسات إلى أن استخدام مثبطات الأروماتاز متزامنًا مع العلاج الإشعاعي آمن بشكل عام، مع عدم زيادة كبيرة في السمية الجلدية أو السمية على الأنسجة الرخوة.

2. التاموكسيفين (Tamoxifen)

يُستخدم في النساء قبل انقطاع الطمث، أو لدى بعض المريضات بعد انقطاع الطمث.

السلامة أثناء الإشعاع: يمكن استخدامه أثناء الإشعاع، لكن بعض الدراسات أشارت إلى احتمال زيادة طفيفة في التليف الجلدي أو ردة الفعل الرئوية عند استخدامه بالتزامن مع الإشعاع، لذا يُفضل أحيانًا تأجيله إلى ما بعد انتهاء العلاج الإشعاعي، حسب تقييم الطبيب.


ثالثاً: العلاج الموجه:

-💢 مضادات ال CDK4/6: وتشمل عقار الفرزينيو (Verzenio) وعقار الكسكالي (Kisqali): يتم البدء بهما بعد انتهاء العلاج الإشعاعي .لا يُنصح باستخدامها بالتزامن مع الإشعاع خارج التجارب السريرية، نظرًا لاحتمال زيادة السمية.


-💢 مضادات ال PARB: وتشمل عقار اللينبارزا (Lynparza): يؤجل البدء به إلى ما بعد الانتهاء من العلاج الإشعاعي.تُدرس حاليًا، لكن الأدلة غير كافية لتوصية باستخدامها مع الإشعاع.


- 💢مضادات مستقبلات الهير تو (Anti HER2): وتشمل عقار الهيرسيبتين (Herceptin)، يُمكن إعطاؤه بالتزامن مع الإشعاع بأمان نسبي، خصوصًا عند استخدامه مع الإشعاع غير الموجه للقلب. لكن مع إشعاع الحيز الأيسر من الصدر، يجب مراقبة السمية القلبية بدقة.


💢البرجيتا (Pertuzumab)، أو العقارين السابقين معاً في عقار الفيسجو (Phesgo): يمكن إعطاء كل العقارات السابقة أثناء تلقي العلاج الإشعاعي.

الأمان أقل وضوحًا، لكن يمكن استخدامه بحذر مع الإشعاع، وخصوصًا بعد التأكد من سلامة القلب.


رابعاً: العلاج المناعي:

الدراسات الحديثة أظهرت أنه يُمكن تلقي العلاج المناعي بعقار كيترودا (Keytruda) بأمان أثناء العلاج الإشعاعي، والكلمة الأخيرة في ذلك لطبيب المٌعالج.

العلاج المناعي (مثل مثبطات PD-1/PD-L1): لا تزال قيد البحث، ويُوصى بتوخي الحذر نظرًا لزيادة خطر الالتهاب الرئوي الإشعاعي.


💥الاعتبارات العامة لاختيار العلاجات المتزامنة مع الإشعاع


1. موقع الورم (الجانب الأيسر/الأيمن): يلعب دورًا في تقييم خطر السمية القلبية.


2. الوظيفة القلبية: يجب مراقبة القلب عند استخدام علاجات مثل التراستوزوماب.


3. عمر المريض وحالته العامة: تؤثر على تحمل العلاجات المتزامنة.


4. السمية التراكمية: يجب تقييم التداخلات بين السميات الجلدية، الرئوية، والقلبية.


5. وجود عوامل خطر مشتركة مثل مرض السكري أو أمراض القلب.


💫خلاصة

يمكن إعطاء عدد من العلاجات بأمان خلال فترة العلاج الإشعاعي بعد استئصال سرطان الثدي، وخاصة العلاجات الهرمونية مثل مثبطات الأروماتاز. أما العلاج الكيميائي، فيُفضل غالبًا الفصل الزمني بينه وبين الإشعاع لتقليل السمية. أما العلاجات الموجهة مثل التراستوزوماب،Truzumab فيمكن استخدامها بحذر، مع مراقبة دقيقة للسمية القلبية. تظل القرارات الفردية قائمة على تقييم شامل لحالة المريضة، نوع الورم، وعوامل الخطر المرافقة، ويُفضل اتخاذها ضمن فريق متعدد التخصصات.


مع أطيب التمنيات للجميع بدوام الصحة والعافية ولكل المرضى بالشفاء العاجل


#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن

بقلم د.اماني صالح هادي سعيد

اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع

المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن

برج الاطباء -حي عبدالعزيز

مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان

مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان

رئيسة وحدة التوعية الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات

عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية