في زمنٍ تعثّرت فيه المشاريع الرسمية وتراكم فيه الإهمال برز اسمان من أبناء أبين ليمنحا الأمل ملامحه من جديد: إبراهيم الكازمي وماهر البرشاء شابان جسّدا بروح المبادرة والصدق معنى العطاء فقاما بتَبَنَّي إصلاح طريق أبين الدولي من زنجبار إلى مودية أحد أهم الشرايين الحيوية التي تخدم آلاف المسافرين يوميًا.
لم ينتظرا دعمًا حكوميًا ولم يسعيا لمكسبٍ او منصب أو شهرة بل انطلقا بدافع إنساني خالص مستندَين إلى دعمٍ كريم من أهل الخير داخل المحافظة وخارجها فكانت مبادرتهما نموذجًا راقيًا في العمل المجتمعي ودرسًا في قوة الإعلام حين يكون أداة للبناء لا وسيلة للتناحر.
لقد حركت هذه المبادرة مشاعر الناس وأعادت تسليط الضوء على معاناة كانت منسية فانهالت المساهمات وسارت القوافل بالإصلاح، كأن الطريق بدأ ينبض بالحياة من جديد.
أنا لا أعرفهما شخصيًا ولا تربطني بهما صلة، وهما أيضًا لا يعرفانني، لكنني من منطلق الإعجاب الصادق أقول: إن من يترك أثرًا طيبًا أو بصمة خير في محيط أسرته أو قبيلته أو محافظته أو وطنه فهو محل احترام وتقدير من الجميع. ونسأل الله لهما التوفيق والسداد.
كما أوجّه شكري العميق مقرونًا بأجمل الدعوات لكل من ساهم وتبرع ودعم، ولكل من شارك في نشر هذا العمل دون ذكر أسمائهم، التزامًا بمبدأ إخفاء الصدقة واتباعًا لقوله تعالى:
((إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ))
والشكر موصول أيضًا لكل من ساند وسعى ولو بكلمة.
ختامًا
أدعو شباب محافظة شبوة إلى أن يحذوا حذو هؤلاء الشباب، وأن يكون لهم حضورٌ ودورٌ فاعل في المبادرات النبيلة التي تخدم الناس، وتعود على الجميع بالنفع والخير.
ونختم بقول المصطفى ﷺ:
((ما زال الخير في أمتي إلى يوم القيامة))
(( محمد عبدالله المارم القميشي ))