اختلالات مكاتب الاشغال العامة تثير الفتن وتثقل كاهل القضاء بلامسوغ

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

اعلامي مستقل ومستشار قانوني

[email protected]

مكاتب الأشغال العامة في اليمن في المديريات تعتبر من أهم المكاتب لضبط المخالفات وازالتها وإزالة الاضرار الناتجة من تلك المخالفات ولكن ؟

ما يحصل في الواقع اختلالات جسيمة في أعمال مكاتب الاشغال العامة في المديريات في اليمن وتقصير في اداءها لعملها ومهامها ومخالفتها للقانون وهذا هو السبب الرئيسي في تفتشي وانتشار المخالفات والاعتداءات المتكررة على الشوارع العامة واراضي الدولة ومخالفات المباني وغيرها من المخالفات .

مزاجية مفرطة في عمل بعض المكاتب وعدم احترام للمخططات العامة من قبل بعض المكاتب في بعض المديريات وتنصلها عن مسؤوليتها في ضبط المخالفات وازالتها وحتى بعض المواضيع البسيطة المتمثلة في قيام احد الأشخاص بتشييد سلم ودرج حديد في مدخل مشترك بالمخالفة للقانون وللواقع ولوثائق ملكية الأطراف المحددة فيها بممر تلاحظ تراخي مكاتب الاشغال عن القيام بدورها في إزالة تلك المخالفة واقحام المواطنين في مشاكل وفتن واحتكاكات لامبرر لها وكان يفترض فقط قيام مكتب الاشغال بالنزول والتاكد من وثائق الأطراف وتطبيقها على الواقع ووقف النزاعات بين الأطراف وحسمها وإزالة المخالفة ولكن ؟

ما يحصل في هذه المواضيع مزاجية مفرطة لا أساس لها سوى اثارة الفتن بين المواطنين وتنصل الاشغال عن مسؤوليته مما يثقل كاهل القضاء بنزاعات واعتداءات متعددة كان سببها فشل مكاتب الاشغال عن القيام بدورها في ضبط وإزالة المخالفات وقيس على ذلك كل اعمال مكاتب الاشغال من تراخي في إزالة المخالفات دون مبرر سوى ؟؟؟!!!

واخطر موقع في مكاتب الاشغال العامة في المديريات هو مدير او مسؤول التفتيش فيها الذي تظهر على البعض منهم الراحة المادية والغنى التي قد تكون من استغلالهم لوظائفهم لتحقيق مصالح شخصية ضيقة فقد يوقف ضبط مخالفة ويوقف ازالتها بمبررات مزاجية وقد يضبط مخالفة او غير مخالفة ويزيلها بمزاجية مفرطة دون أي ضوابط او محددات.

هنا لانتكلم عن كلام نظري ليس له واقع بل واقع نعايشه جميعا .

ولتوضيح ذلك نطرح مشكلة واقعية حصلت لاحد المواطنين في العاصمة توضح حجم الخلل في مكاتب الاشغال العامة في المديريات والذي تعتبر على سبيل المثال لا الحصر حيث قام احد الجيران بتشييد درج حديد في الممر المشترك للتضييق على الجار رغم وجود درج وسلم مسلح داخل المبنى ووجود ممر خاص به خلف العمارة الخاصة به كان بالإمكان ان يقوم بوضع الدرج الحديد في الممر الخاص به او الاكتفاء بالدرج المسلح داخل العمارة ولكن إصراره على عمل الدرج الحديد في الممر المشترك للتضييق على الجار فقام المتضرر بتقديم شكوى لمكتب الاشغال بالمديرية الذي قام بدوره بالتوجيه ونزول احد المهندسين الذي قام بتصوير المخالفة وتوضيح المخالفة في تقرير مكتوب ورفعه لمدير الاشغال الذي قام بدوره برفعه لمدير المديرية الذي وجه بالازالة واشعار المخالف بالازالة الاختيارية خلال يومين او سيتم ازالته على حسابه كانت إجراءات مكتب الاشغال سريعة وإيجابية حتى تم اعلان المخالف حيث قام المخالف بالذهاب الى مكتب الاشغال بالمديرية ولقاء مسؤول التفتيش بالاشغال الذي قام بعرقلة تنفيذ قرار الازالة الصادر من مكتب الاشغال الذي يعمل به ويتحول الى محامي للمخالف ويطرح مبررات لاستمرار المخالفة والضرر بل ويحاول اقناع مدير المديرية لعدم إزالة المخالفة بالمخالفة لعمله القائم على التفتيش على المخالفات وازالتها وليس الدفاع عنها لاستمرار المخالفة وكأن هناك مبرر لا نعرفه وربما يعرفه مسؤول التفتيش ومديره.

رغم صدور قرار الازالة وإعلان المخالف بإزالة المخالفة اختياريا او سيتم ازالتها على حسابه ولكن مسؤول التفتيش في مكتب الاشغال العامة بالمديرية تحول الى حجر عثرة لمنع إزالة المخالفة ومحاولة تبريرها وتحليلها وتهديد المتضرر بانه سيتم إحالة الملف للنيابة العامة وتراخي مكتب الاشغال و مدير المديرية عن القيام بدورهم.

لم يتوقف التدخل السلبي لمسؤول التفتيش بمكتب اشغال المديرية في هذا المربع بل انه قام بمنع المتضرر من إزالة المخالفة بنفسه وان كان هذا سيثير فتنه ونزاع بين الجيران ولكن المتسبب في كل ذلك تقاعس مكتب الاشغال عن القيام بعمله ورفع الضرر وإزالة المخالة بحياد دون مجاملة ولامحاباة.

وأكثر من مره والمتضرر يحاول إزالة المخالفة على نفقته وإزالة الدرج الحديد ولكن كان يتم توقيف ذلك من مدير المديرية ومكتب الاشغال الذي تحولوا الى محامي عن المخالفات ومدافعين لاستمرارها بمبرر انه سيتم وضع حلول لاستمرار المخالفة وتخفيف الضرر.

ومازال المتضرر يتابع مكتب الاشغال في المديرية ومدير المديرية لإزالة المخالفة دون تجاوب .

وفي الأخير :

نرفع بلاغ الى وزير الاشغال العامة بوجوبيه ضبط اختلالات مكاتب الاشغال بالمديريات وضبط مسؤولي ومدراء التفتيش الذين يتعاملون مع المخالفات بمزاجية فالبعض يزيلها والبعض يدافع عن استمرارها ونطالب بالتحقيق في ما ورد في هذا المقال الموجز وأيضا أهمية التفتيش المستمر على اعمال مكاتب الاشغال العامة في المديريات وتفعيل ونشر وسائل تقديم الشكاوى ضدهم الى الوزارة وتفعيل دور الوزارة في العمل السريع والعاجل بالتجاوب مع شكاوى المواطنين وضبط المخالفين سواء كانوا مواطنين او موظفين في مكاتب الاشغال العامة في المديريات او مسؤولي التفتيش وتعزيز الرقابة المستمرة على أعمالهم وضبط تعسفاتهم .

ونؤكد ان ماورد في هذا المقال ليس سوى مثال بسيط لاختلالات متعددة يتم ارتكابها في بعض مكاتب الاشغال العامة في بعض المديريات ويستوجب ضبط تلك الاختلالات وتفعيل دورها في ضبط المخالفات وازالتها دون تأخير ولا تباطؤ ولا انحياز لان أي تباطؤ او انحياز يتسبب في اثارة الفتن والمشاكل بين الجيران فكم مشاكل ونزاعات بين الجيران كان سببها تقاعس مكاتب الاشغال عن القيام بدورها في ضبط وإزالة المخالفات مما اضطر المتضرر لإزالة المخالفة بنفسة ويتسبب ذلك في اعتداءات وقضايا كان سببها ومثير لتلك القضايا مكاتب الاشغال في المديريات واقحام الأجهزة الأمنية والقضائية والنيابة بقضايا ما كان هناك مبرر لها لو قامت بدورها بسرعه وحياد كون اختلالات مكاتب الاشغال العامة تثير الفتن وتثقل كاهل القضاء بلا مسوغ.