آخر تحديث :الأحد-13 يوليو 2025-01:22ص

عدن الغد.. منبر لمن لا منبر له

الإثنين - 02 يونيو 2025 - الساعة 03:24 م
خالد شرفان

بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ باتت فيه الصحافة حكرًا على النخب والمقالات تُختار فيها بحسابات دقيقة، ظهرت وانبرت صحيفة "عدن الغد" مختلفة عن الكل جريئة وحرة ومستقلة بفضاء مفتوح ومطلق.

"عدن الغد" لا تسأل من الكاتب؟ ولا من أين جاء؟ وماهو توجه ...إلخ.

بل فتحت ذراعيها لكل من أراد أن يكتب، أن يُعبّر، أن يقول "أنا هنا" وفي نفسي صوت أود إظهاره.


بقيادة رئيس تحريرها الصحفي الحر فتحي بن لزرق لم تتباهَ الصحيفة بالتحليل المعقّد، ولا بالصور المنمقة، بل أخذت نبض الشارع من بين الأزقة والحارات والمزارع والمقاهي ومن على أرصفة التعب والقهر والبؤس. جعلت من كل مواطن صحفيًا، ومن كل بائع في دكانه أو شاب في حارته أو صاحب مهنة كاتبًا يستطيع أن يحاور القضايا، ويصف الواقع كما يراه هو لا ماتريد أن تراه الصحيفة ليضع صوته بين الأصوات، نعم بين أصحاب الأصوات المخضرمة وضعت للجميع موقع وموطئ قدم، قبل يومين دار بيني وبين صديق وأستاذ لي

عن سعة فضاءات الصحيفة وماتتمتع به من مزايا مذهلة، وعن كيفية فتح ذراعيها للقاصي والداني.

"عدن الغد" حقيقة لم تُقصِ أحدًا ولم تغلق بابها في وجه أحد، حتى أولئك الذين لا يتقنون قواعد الإملاء والنحو احتضنتهم إيّما احتضان، ونشرت لهم لأن قلوبهم كانت صادقة وتجاربهم كانت حقيقية وهمومهم كانت واقعية.


لقد صنعت هذه الصحيفة "العملاقة" ما عجزت عنه مؤسسات ضخمة قبلها، فهي تشعرك أن كل شخص صوته مسموع، وأن قصته تستحق أن تُروى، فمن مزارع كتب عن عطش أرضه، إلى جندي حكى عن مرارة الميدان، إلى معلم عبّر عن وجعه، لقد أوصلت صوت الصياد والفلاح والحلاق وبائع الفل وكل المهنيين. الجميع وجدوا في عدن الغد مساحتهم الحرة التي لا غنى لهم عنها، ومتنفس يصعب الابتعاد عنه.


أخيرًا شكرًا لعدن الغد.. لأنها لم تكن فقط صحيفة، بل منبرًا حر لكل من أراد أن يكتب من قلبه لا من ورقته، صحيفة أعادت الكرامة للكلمة والكرسي للإنسان البسيط،

لك الشكر ودمتِ لنا يا "عدن الغد".