آخر تحديث :الجمعة-15 أغسطس 2025-10:03ص

الزميل الغالي فتحي بن لزرق... العزيمة والإرادة

السبت - 31 مايو 2025 - الساعة 10:52 ص
اكرم العلوي

بقلم: اكرم العلوي
- ارشيف الكاتب


بقلم: أكرم العلوي

سلاماً لأصحاب العزيمة والإرادة...

لقد استطاع الزميل الصحفي فتحي علي ناصر بن لزرق أن يشق طريقه من الصفر، وينشئ صرحًا إعلاميًا كبيرًا حمل اسم "عدن الغد"، بدأ مشواره فيه بعزيمة لا تلين، وإصرار لا يضعف، فكانت نقطة البداية بسيطة، لكنها سرعان ما تحولت إلى منبر وطني يحترمه الجميع.


سار بن لزرق في خط إعلامي متزن، ففتحت صحيفته أبوابها لكل فئات وشرائح المجتمع، دون تمييز أو انحياز سياسي. لم تُحصر صفحات "عدن الغد" بأي اتجاه أو انتماء، بل احتضنت الجميع: المعارض، والحكومي، والمواطن البسيط. وكان الصوت الأقوى دائمًا هو صوت المواطن، حيث حرص بن لزرق على تسليط الضوء على معاناة الناس من واقع ملموس، بعيدًا عن التحريض السياسي أو محاولات زعزعة الأمن والاستقرار.


لم تكن "عدن الغد" أداة في يد أي جهة معادية، ولم تكن منبرًا للتحريض أو التبعية، بل كانت لسان حال المواطن، ومتنفسًا حقيقيًا للناس في زمن أُغلقت فيه الأبواب أمام صوت الحقيقة.

وما يُحسب لبن لزرق، أنه دعم صحيفته بإمكاناته الذاتية، واستمر في تطويرها دون أن يمد يده لأحد. لم يتوقف حلمه عند إصدار الصحيفة، بل حمل في قلبه إرادة أكبر لإيصال صوت المواطن بوسيلة جديدة، فكانت فكرة إنشاء إذاعة "عدن الغد"، والتي تحققت رغم شح الإمكانيات، لكنها تجسدت بفضل عزيمته ووضوح رؤيته.


لقد كانت إذاعة "عدن الغد" امتدادًا للصحيفة، ووسيلة أخرى لإيصال الحقيقة إلى الناس، ومواجهة التحديات الإعلامية بصوت نزيه ومسؤول، لا يخضع للضغوط ولا يُفرط بالمبادئ.


الزميل فتحي بن لزرق نموذج يُحتذى في الصبر والمثابرة. قاوم التحديات، وتجاوز العقبات، وواصل العمل من أجل إيصال الحقيقة، رغم كل ما يواجهه الإعلام الحر في واقعنا الصعب.

إنها عزيمة رجل واحد، تحمل مسؤولية الكلمة بشرف، وسار بها وسط العواصف، فاستحق كل الاحترام والتقدير.


فتحية من القلب لهذا الزميل الغالي، وأنا على ذلكم من الشاهدين.