أيها اللصوص يا من قطعتم عنا كل الخدمات، وتلاعبت بالعملات، وقزمتم المرتبات، أقول لكم: إننا لا نملك قيمة كسوة العيد ولكن رغم ذلك سنفرح بالعيد، لا يوجد معنا قيمة للأضحية ولكننا سنستذكر أن أرحم البشر قد ضحى بكبشين عنه وعن أمته.
سنفرح بالعيد، لأنه شعيرة دينية، ولن نأكل جعالة في العيد، لأننا لا نملك قيمتها، ولكن رغم ذلك سنفرح وسنبتهج بالعيد، فأيدينا نظيفة من الحرام، لهذا سنفرح بالعيد.
رغم ظروفنا الصعبة سنفرح، لن تستطيعوا أن تسرقوا فرحتنا في عيدنا، فنحن نحن للعيد لا لنسافر مثلكم ونتفسح في عواصم العالم ولا في أرقى المنتجعات، نحن نحن للعيد لنتواصل مع أقاربنا وأرحامنا وأصدقائنا وجيراننا، نفرح بالعيد لأننا لم نسرق لقمة أحد، ولم نسطو على أرضية أحد، ولم نؤذ أحدًا، ولم نقهر طفلًا ولا امرأة ولا شيخًا، لم نقطع الخدمات عن أي مواطن لهذا سنفرح.
سنفرح بالعيد لأن العيد شعيرة دينية وفرحة إسلامية فسنحييها، أما أنتم فكلوا من الحرام وما نبت من حرام فالنار أولى به، تفسحوا بالحرام ولكنكم لن تفرحوا كفرحتنا بالعيد.
سنفرح بالعيد فلقد تهيأنا لاستقباله، فما عندنا من ملابس غسلناها وجهزناها للعيد، وسنأكل لحمة أو حتى دجاجة وربما سنأكل لقمة حافة ولكننا سعداء، أما أنتم فتعساء رغم مصاريفكم الباذخة، لأنكم تعلمون أن كل هذا من حرام خالص، أما نحن فحسبنا لقيمات يقمن أصلابنا ولكننا سعداء وفرحون، فمأكلنا حلال ومشربنا حلال، أما أنتم فمأكلكم حرام ومشربكم حرام وغذيتم بالحرام فأنى لكم الفرحة؟
كيف ستفرحون وأنتم السبب في انقطاع الخدمات؟ كيف ستفرحون وأنتم ترون المواطن يموت من الحميات وأنتم السبب في ذلك، فبعيد عنكم الفرحة، فالسعادة لنا وسعادتكم مجرد بهرجة كاذبة، أما نحن فسعادتنا في قلوبنا وعلى تقسيمات وجوهنا رغم الظروف الصعبة التي نمر بها، فهنيئًا لنا العيد، وكل عام ونحن بخير، أما أنتم فعزائي لكم.
المهجر اليمني
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تمنح درجة الدكتوراه للباحث أشرف علي عبده قردش. ...
