محمد عبدالله الموس
عندما تم نقل الاخ سالم بن بريك من وزارة المالية الى رئاسة الوزراء قلنا حينها انه سيجد حوله الكثير من الطبالين وحاملي المباخر وهذا ما حدث بالفعل، فأول (عاجل) حملته لنا مواقع التطبيل هو توجيه رئيس الوزراء بتزويد كهرباء عدن بكمية اسعافية من الوقود، لكننا لم نلمس اي انخفاض في ساعات انقطاع الكهرباء حتى اليوم، وهناك (عاجل) اخر لدولته بتزويد محطة الرئيس بحاجتها من النفط الخام، ولا شيء تغير، فساعات انقطاع الكهرباء لا زالت تحتفظ بزخمها بمعدل عشرون ساعة في اليوم.
هناك (هبل) من نوع اخر وهو ظهور وزير الدولة محافظ عدن ووزير الكهرباء ومدير عام الكهرباء المهندس مجيب الشعبي، في العاصمة ابوظبي يوقعون اتفاق مع مؤسسة اماراتية لتزويد عدن بطاقة شمسية اضافية، ووجه (الهبل) في ذلك هو ان هذه الطاقة الشمسية لن تعمل هذا الصيف، فلماذا تم اختيار دخول الصيف لاعلان هذا الاتفاق؟، الواقع انه نوع آخر انواع الضحك على ذقون المطحونين.
التصريح اليتيم الذي قراناه لوزير الكهرباء هو ان اعظم انجاز لوزارته كان اعداد تقرير عن حال الكهرباء باللغتين العربية والإنجليزية (بس)، لكننا نتحداه ان يقول لنا لماذا لم تعمل محطة الرئيس بكامل طاقتها (٢٤٠ ميجاوات) منذ إنشائها مع ان وقودها نفط خام، من (الحفرة) الى المحطة؟ هذا اذا كان يدري، ثم لماذا كانت تعمل بطاقة اقل من مائة ميجا خلال عمل محطات الطاقة المشتراه، وهل وزارة الكهرباء في عهده ستعلن عن وفاة الكهرباء الحكومية وتسليمها للمستثمرين (السحرة) إياهم؟.
عندما كانت الكهرباء تنقطع ساعتين بعد كل ست ساعات تشغيل كنا نقيم الدنيا ولا نقعدها، حينها كانت القدرة الشرائية للخمسين الف ريال يمني تساوي الف ريال سعودي، اليوم اصبحت الكهرباء تنقطع عشر ساعات بعد كل ساعتين تشغيل واصبحت الخمسين الف ريال يمني تساوي قدرة شرائية اقل من مائة ريال سعودي، ونتحدى اكبر (سحرة) العالم ان يعيش بمائة ريال سعودي لمدة شهر، اما بالنسبة للشرعية اياها فإن المائة ريال سعودي يعطوها (عواف) العصر لاطفالهم، اي ان راتب الموظف المتقاعد يساوي (عواف يومي) لطفل حكومي.
وعلى ذكر السحر والسحرة فأنه من المعتاد ان ترى عسكري يبني عمارة بدون تصاريح، وترى ضابط متقاعد (مش لاقي يأكل) هو واطفاله، وتجد نازح يبني عمارة ويؤجرها لمواطنين وبالعملة الصعبة، اما السحر الرسمي فحدث ولا حرج، فلميار الفاصوليا لم يغب عن الاذهان كما لم يتم كشف مصير ملايين الدولارات من وقود الكهرباء ولم نجد جوابا لعدم تشغيل محطة الرئيس بكامل طاقتها، ولماذا لا يتم تشغيل مصافي عدن وغير ذلك الكثير، بجملة اخرى، من يضحك على من؟، وإلى اين سياخذنا هذا الكابوس القاتل؟.
عدن
٢٧ مايو ٢٠٢٥م