آخر تحديث :الثلاثاء-15 يوليو 2025-11:01ص

عيد بأي حال عدت يا عيد؟

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 03:06 م
عبدالرحيم المحوري

بقلم: عبدالرحيم المحوري
- ارشيف الكاتب


يحلّ علينا عيد الأضحى المبارك هذا العام في ظل أوضاع مأساوية يعيشها أبناء اليمن في مختلف المناطق، شمالًا وجنوبًا، حيث تتفاقم الأزمات، وتتآكل القدرة المعيشية، وتُدفن بهجة الأعياد تحت أنقاض انقطاع الرواتب، وتدهور الخدمات، وتفشي الفقر والمرض.


أصبح العيد بلا طعم، ولا لون، ولا رائحة، في بلد تتقاذفه الأزمات السياسية منذ سنوات، ويغيب فيه صوت الدولة لصالح صراعات لا تخدم سوى قلة من المنتفعين. المواطن اليمني اليوم، لم يعد يطلب أكثر من كهرباء مستقرة، وماء صالح للشرب، وتعليم محترم، وراتب يكفي قوت يومه، لكن حتى هذه المطالب البسيطة أصبحت بعيدة المنال.


منذ مارس الماضي، لم يتسلّم الملايين رواتبهم، ونحن على مشارف يونيو، فيما يتقاسم المتنفذون الموارد، ويتبادلون الاتهامات، ويكتفون بتحميل بعضهم البعض مسؤولية الانهيار، دون أن يلمس المواطن أثرًا لتحسن أو حلول واقعية.


خرجت أصوات نساء اليمن ورجاله في عدن وغيرها تطالب بأبسط الحقوق، فقوبلت بالقمع والتجاهل، وكأن الكلمة أصبحت جريمة، والاعتراض خيانة. كيف تُمنع المرأة من دخول الساحة؟ وكيف يُعتقل من يرفع صوته ضد الظلم؟! ما الذي تبقّى من الدولة إن صمتت عن صرخات الجوعى والمظلومين؟


الطبقة السياسية اليمنية – على اختلاف مكوناتها – مطالبة اليوم بتحمل مسؤولياتها التاريخية. لقد سئم الناس من الخطابات، ومن الوعود، ومن الشعارات، فكل ما يطلبه المواطن هو حياة كريمة، دون إذلال ولا استغلال.


إن استمرار هذا الانهيار لا يهدد حاضر اليمن فحسب، بل يمسّ مستقبل أجياله. وإذا لم تستفق القوى المتصارعة، وتضع المواطن في أولوياتها، فسيأتي اليوم الذي يثور فيه الشعب من جديد، لا لإعادة السلطة لهذا الطرف أو ذاك، بل لاستعادة كرامته وحياته وأبسط حقوقه.


أي عيد هذا؟

والكهرباء مقطوعة، والماء منعدم، والدواء مفقود، والراتب مغيب، والناس في صراع مع الجوع والمرض…

أي عيد يمكن أن يُفرح القلوب، واليمن يئن من وجعه؟


آن الأوان لإصلاح حقيقي، لا تسويات شكلية، ولا محاصصات تخدم نخبة محدودة.

آن أن يعود الوطن لأبنائه، لا لمراكز النفوذ والولاءات الضيقة.